حالها حال معظم المؤسسات الكبرى في البلاد، تأثرت الخطوط الجوية التركية بالمحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا يوم 15 يوليوز المنصرم. فحسب إلكار إيجي " ilker ayci"، رئيس مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية للخطوط الجوية التركية، فإن الشركة فسخت عقود عدد من موظفيها وأطرها في إطار عملية "التنظيف" التي شملت مجموعة من المؤسسات والتي كشفت عن أسماء المنتسبين إلى جماعة "الخدمة" المتهمة الأولى بالتخطيط لتلك العملية ومحاولة تنفيذها. المسؤول التركي أوضح لوفود الصحافيين الممثلين لعدد كبير من البلدان الإفريقية بالخصوص والذين شاركوا في رحلة صحافية استمرت ثلاثة أيام في اسطنبول نهاية الأسبوع الماضي، أنه يشعر بأنه من اللازم أن يقدموا شروحات حول ما جرى ويجري في إطار "خطوة ودية" ردا على الحملات الدعائية "المسيئة لنا" على حد تعبيره. وبعدما كشف عن أثر احتلال مطار "أتاتورك" الدولي في تلك الليلة وتوقف الرحلات لفترة من الزمن، أبرز إلكار إيجي أن ما جرى لن يوقف المشاريع التي سطرتها الشركة والأهداف التي تعمل على تحقيقها منذ سنوات. فالشركة التي احتلت في تصنيف هذه السنة الرتبة الرابعة كأحسن شركة طيران على الصعيد العالمي تضع نصب عينيها هدف الوصول إلى الرتبة الأولى، ونفس الشيء بالنسبة لمطار "أتاتورك" الدولي الذي يستقبل أزيد من 60 مليون راكب والذي يحتل حاليا المركز الثالث في أوروبا بعد كل من مطار "هيثرو" اللندني ومطار "شارل دوغول" الباريسي. وعن الخطة الجديدة ل"Turkish Airlines" فقد كشف مسؤولها الأول عن استهدافهم للسوق الإفريقية، وذلك بعملهم على التوسع في القارة السمراء بالرفع من عدد رحلات طائراتها ليس فقط بين البلدان الإفريقية وتركيا بل أيضا بالرفع من عدد رحلاتها بين بلدان إفريقيا بإطلاقها خطوطا جديدة وتقديم عروض بأقل الأسعار. ويبدو بأن الأحداث الكثيرة التي شهدتها تركيا في الفترة الأخيرة والأزمات التي طبعت علاقاتها بعدد من البلدان الأوروبية قد دفعت الشركة للبحث عن أسواق جديدة، وكشف إلكار إيجي في السياق عن كون الشركة تستعد لبدء الطيران نحو زنجبار في الثاني عشر من دجنبر المقبل كما ستضيف السيشل إلى وجهاتها في انتظار وجهات أخرى ستنضاف إلى أزيد من 260 وجهة مختلفة تشمل بلدانا من جميع القارات. وشدد المتحدث على حرص الشركة على تحسين خدماتها والرفع من معايير الجودة لضمان رضا زبائنها الذين وصفهم ب"الضيوف". من جهة أخرى وفي سياق تطوير مستوى خدماتها، حرصت الشركة على أن تكشف عن طريقة تكوين طياريها ومضيفيها ومضيفاتها، وذلك من خلال تنظيم زيارة إلى مركز التدريب التابع ل"TA" حيث يستفيد المضيفون والمضيفات من تدريبات وتكوينات مستمرة، كما يخوض الطيارون تمارين في الطيران على متن مقصورات شبيهة بمقصورات الطائرات الحقيقية ويتم تعريضهم إلى مختلف المشاكل التي يحتمل أن تفاجئهم في الجو، وهي التمارين التي تتكرر كل ستة أشهر ويتم على أساسها تقرير ما إذا كان الطيارون سيستمرون في الطيران أم لا، تنضاف إليها فحوصات جسدية ونفسية للتأكد من قدرة الطيارين وأهليتهم للتحليق في الجو وتحمل مسؤولية سلامة مئات الركاب.