يبدو أن فشل إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في إقناع حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالبقاء معه في المعارضة، جعله يغير من لهجته نحو حزب العدالة والتنمية. إلياس العماري، الذي لم يتردد بعد ظهور نتائج انتخابات 7 أكتوبر في اتهام حزب العدالة والتنمية بالعمالة للخارج، ووصفه بأنه يمثل "مشروعا دعويا أمميا جبارا، متوحش العقيدة، وفائق الوسائط التواصلية، والموارد اللوجيستيكية، والمالية، والقدرة على تجنيد شبكات التواطؤ، والعمالة الداخلية، والخارجية"، عاد اليوم من خلال مقال نشره على الموقع الإلكتروني هسبريس ليدعو إلى مصالحة تاريخية تشمل الجميع. وقال العماري في المقال الذي وقع باسمه "رغم كل العوائق والاستفزازات، فنحن، في حزب الأصالة والمعاصرة، متشبثون بتجسير مطلب المصالحة تجاه الجميع، في وطن يتسع للجميع" واعتبر العماري أنه "أنه بدون إنجاز مصالحة تاريخية شجاعة، لا يمكن أن نواجه زحف النزوعات نحو التعصب والتنافر والاستعداء". ودعا الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى "التقدم سويا نحو بناء مستقبل المصير المشترك، دون ضغائن ولا أحقاد ولا حزازات جوفاء"، انطلاقا من "مبدأ جوهري قوامه أن المصالحة مطلب سياسي نضالي شجاع واستراتيجي، لبناء جدارتنا بالمشترك الذي يتوسط المسافة بيننا، بما يتيحه من نبذ لأنانياتنا الهوياتية ونرجسياتنا العقدية ومصالحنا الضيقة، والانتصار لوحدة الوطن ولسيادة الروح الإنسانية القائمة على الحرية والمساواة والسلم والأمن و المحبة". وبعد أن توعد العماري حزب العدالة والتنمية بخوض معركة دولية ضده، من خلال التحسيس والتوعية، إقليميا، وجهويا، ودوليا بمخاطر انتشار، ونفوذ، وتغلغل الآليات الإعلامية، والدعائية، والتواصلية الضخمة لعقيدة التطرف والتكفير، وإدارة التوحش على المستوى الكوني"، عاد اليوم ليدعو إلى "التخلص مما وصفها ب"الخصومات الجوفاء والأحقاد العمياء والتقدم سويا نحو الاعتراف المتبادل ببعضنا البعض"، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية ، "واضعين مصلحة الوطن وكرامة الشعب على رأس الأولويات، وآخذين الصالح العام المشترك مأخذ جد و مسؤولية، و حاملين في قلوبنا حب جذور وطننا المغرب، المدثرة بملاحم و شجاعة أجدادنا الأبطال في حفظ وحدة ومجد وإشعاع الكيان الوطني المغربي الشامخ في التاريخ"، على حد تعبيره. ويأتي مقال العماري الجديد في ظل العزلة التي يعيشها "البام"، خاصة بعد فشله في إقناع الاستقلال والاتحاد الاشتراكي بتوجيه مذكرة إلى الملك يعلنون فيها عدم قبولهم التحالف مع حزب العدالة والتنمية، الشيء الذي سيتسبب في عزلة "البام" سياسيا وبقائه في المعارضة لوحده.