استنفرت تظاهرة احتجاجية حاشدة في حي امغوغة الجديدة، زوال اليوم الجمعة، السلطات المحلية بمدينة طنجة، التي حلت على عجل بعين المكان لتهدئة المحتجين الغاضبين، دون أن تفلح في ثنيهم عن مواصة الاحتجاج. التظاهرة الاحتجاجية انطلقت بشكل عفوي، بعد ظهر اليوم، مباشرة بعد صلاة الجمعة والجنازة على جثمان خمسة شباب، لقوا مصرعهم ليلة أمس في حادثة سير مروعة، بعدما دهست شاحنة كبيرة لنقل البضائع، سيارة خفيفة كانوا على متنها من نوع "رونو كليو". ورفع المتظاهرون الذين جابوا أحياء مقاطعة مغوغة بعد عودتهم من المقبرة حيث وري الضحايا الثرى، شعارات تستنكر غياب التشوير الطرقي، وقلة الممرات الآمنة بالمنطقة التي تخترقها خطوط السكك الحديدية، ورددوا "هذا عيب هذا عار المواطن في خطر"، و "اللهم هذا منكر ولادنا في خطر". وقالت مصادر من المحتجين في تصريحات متطابقة ل "اليوم 24″، إن المشاركين في الجنازة انخرطوا بشكل عفوي في التظاهرة، تضامنا مع أقارب وعائلات الضحايا الذين ينتمون لنفس الحي، وذلك احتجاجا على عدم وجود "ممرات آمنة" في المكان الذي وقعت به الحادثة. وأضاف المصادر نفسها، أن المقطع الطريقي الرابط بين المدار الطرقي امغوغة محطة القطار ومعمل الآجور، والذي تتفرع عنه مسالط طرقية جانبية، يعتبره سكان المنطقة "ممر الموت" لكثرة الحوادث الخطيرة التي تقع به، نظرا لانعدام تشوير طرقي وممر آمن للراجلين. وأشار المتحدثون إلى أن المقطع الطرقي يشهد مرور العربات بسرعة مفرطة، مما يتسبب في حوادث خطيرة تحصد معها أرواحا كثيرة كل أسبوع تقريبا، وآخرين بعاهات مستديمة، مثل ما وقع في حادثة ليلة أمس حيث كانت الشاحنة "القاتلة" قادمة بسرعة وخاول سائقها تجنب سيارة أخرى قادمة من الاتجاه المعاكس، لكنه فقد السيطرة على المقود واصطدم بالسيارتين معا، مخلفا حصيلة ثقيلة خمسة قتلى وجريحين في خطر.