لم يترك أي حزب، صغيرا كان أم كبيرا، صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التسويق لنفسه على بعد أيام قليلة من ذهاب المغاربة إلى صناديق الاقتراع جميع الأحزاب السياسية المغربية تولي أهمية لهذا النوع من التواصل، مثل حزب العدالة والتنمية متزعم الأغلبية الحكومية وحليفه التقدم والاشتراكية، أو في معسكر المعارضة، حيث عرفت صفحات الأصالة والمعاصرة تطورا كبيرا واهتماما أكبر بهذه الوسائل منذ وصول إلياس العماري إلى الأمانة العامة للحزب. كما ركب كل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قافلة مواقع التواصل، من أجل الوصول لأكبر عدد من الناخبين ومنافسة كل من "البام" و"البيجيدي". لم يترك أي حزب، صغيرا كان أم كبيرا، صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التسويق لنفسه على بعد أيام قليلة من ذهاب المغاربة إلى صناديق الاقتراع، من أجل اختيار الحكومة التي ستمثلهم لمدة 5 سنوات كاملة، حكومة تستحق أصواتهم وتحقق أهدافهم وتستمع بكل آذانها الصاغية لانتقاداتهم. كل حزب استقطب فرقا تتقن كيفية النقر على أزرار الحواسيب، من أجل رسم صورة مقنعة تجعل الناس يختارونه دون غير، إلا أن هذه الاستراتيجيات تتغير من حزب لآخر، حسب أمور عديدة كإمكانياته ومدى اهتمامه بصياغة استراتيجية كاملة للتواصل الرقمي، بالإضافة إلى أمور أخرى تظهر بشكل واضح في المنتج النهائي لكل حملة إلكترونية. حزب العدالة والتنمية متصدر انتخابات 2011، والراغب في الإبقاء على كرسي رئاسة الحكومة ومعه كراسي لقياداته على شكل حقائب إلكترونية، كان قد بدأ منذ أسابيع في تسويق حصيلته الحكومية عن طريق صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر العديد من الحملات من قبيل مقابلات مع الوزراء مرئية ومسموعة، وتدشين حملة "رقم وإنجاز"، وذلك للتركيز على الجانب الإيجابي لحكومة عبد الإله بنكيران. "المصباح" وبعد الانطلاقة الرسمية للحملات الانتخابية يوم 24 شتنبر الحالي، بدأ أولا بنشر جميع قوائمه على صفحته الرسمية على الفيسبوك، من أجل تعريف "الفيسبوكيين" بممثليه في الاستحقاق الانتخابي، وذلك بعد أن كان الحزب قد اهتم بشكل ظاهر بكيفية تصوير مرشحيه من أجل نشر صورهم ورقيا وإلكترونيا، وذلك عبر توحيد الخلفية وطريقة التصوير. بداية الحملة الانتخابية عبر صفحات "البيجيدي" كانت بالقيام بالبث المباشر للمهرجان الخطابي للحزب للإعلان على انطلاق الحملة، تابعه نشر عدد من الأخبار عن مرشحي الحزب، وإظهار أغلبهم في مقاطع فيديو قصيرة باللغتين العربية والأمازيغية من أجل حث المواطنين على التصويت للحزب. أما أهم ما تم طرحه قناة "بيجيدي تيفي"، والتي نشرت برنامجها على الفيسبوك المتكون من ثلاثة محاور، وهي برامج يومية "كنبض الصحافة"، و"يوميات الحملة"، إضافة إلى برنامج حواري مع ممثلي الحزب يحمل اسم "من قلب الاستحقاق". من أحزاب المعارضة، ظهر حزب الأصالة والمعارضة بشكل قوي بفضل قناته الخاصة "بام تيفي"، التي قامت بتغطية جميع تحركات مرشحيه، والذين كانت صفحة "الجرار" قد نشرت لائحتهم الكاملة دون صور لهم، مباشرة بعد بداية الحملة الانتخابية. صفحة "البام" ركزت على جميع الأنشطة التي يقوم بها أعضاء الحزب في جميع جهات المملكة، خصوصا تحركات إلياس العماري، الأمين العام ل"البام، والذي يتم نقل جميع تنقلاته بالصوت والصورة، فيما لازال الحزب لم يستعمل بعد تقنية البث المباشر في حدث خطابي كبير. حزب الأصالة والمعاصرة قام أيضا بحملة إلكترونية مصورة يقوم بها عدد من مرشحيه يقدمون التزامات للحزب، حيث تم طرح 4 فيديوهات لالتزامين اثنين باللغتين العربية والأمازيغية، فيما يتم اختتام الفيديو بجملة: "من أجل إنقاذ الوطن، وضمان عيش كريم للجميع، حزب الأصالة والمعاصرة وضع 10 التزامات وإجراءات واقعية، وسيطبقها من أجل التغيير الآن". حزب الاتحاد الاشتراكي أيضا بدا قويا في دخوله "الإلكتروني" حتى ما قبل انطلاق الحملة، حيث قام بنفس الخطوات التي قام بها كل من "البام" و"البيجيدي" عبر تدشينه لهاشتاك " #55كفى، #555 تدبير" وهو الشعار الرسمي للحملة وملخص رؤية الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للتحديات السياسية القادمة. حزب الاستقلال بدوره قام بمجهود إلكتروني ملحوظ في تنشيط صفحته على الفيسبوك بإطلاق هاتشاك "#تعاقد من أجل الكرامة" وهو شعار الحملة. "الميزان" يقوم أيضا بتغطية مباشرة لجميع أنشطة مرشحيه، وعلى رأسهم الأمين العام للحزب حميد شباط، والذي ظهر في أكثر من مقطع مرفوقا ب "أبي حفص" في جولاته في أسواق المدينة العلمية. حزب الاستقلال دشن أيضا إذاعة إلكترونية تحت اسم "راديو الاستقلال"، تقوم بالبث على موقع الحزب الرسمي، بالإضافة إلى اعتماده على بعض التقنيات البسيطة ولكنها فعالة أيضا، كقيام مرشحيه بالتواصل عبر البث المباشر لفيسبوك من أجل الإجابة عن أسئلة المواطنين.