اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند، بشكل ضمني، بصحة ما نشرته مجلة «كلوزر»، قبل أيام، عن وجود علاقة تجمعه بالممثلة الفرنسية جولي غاييت. هولند، الذي كان يتحدث أول أمس، خلال ندوة صحافية له، بدا متأثرا بشدة من التحقيق الذي نشرته المجلة مرفقا بصور له، وهو يلج الشقة، حيث تقيم جولي غاييت. وبالرغم من محاولته عدم الرد على أي سؤال يهم الموضوع بدعوى أنها «شؤون خاصة وتستدعي معالجتها في إطار حميمي وضيق»، إلا أنه استسلم لأسئلة الصحافيين وأعطى أجوبة مقتضبة حول الموضوع. الندوة الصحافية الثالثة لهولند منذ بدء ولايته كان من المفترض أن يقدم خلالها النهج السياسي لسنة 2014 أمام 500 صحافي من مختلف وسائل الإعلام الفرنسية، غير أنه فوجئ بالسؤال الأول يتطرق إلى حياته الخاصة، حيث قال له الصحافي «هل ماتزال فاليري تريفيلر السيدة الأولى لفرنسا؟»، ليرد هولند «يمكن لأي شخص أن يمر بمحن في حياته الخاصة. هذا هو وضعنا حاليا وهي أوقات مؤلمة». وقد كانت المفاجأة أن الرئيس الفرنسي تحاشى الرد بشكل مباشر على السؤال ولم يوضح إذا كانت فاليري تريرفيلر ما تزال السيدة الأولى لفرنسا أم لا واكتفى بالقول «الأمور الخاصة تعالج بشكل خاص وهذا ليس مكان ولا وقت معالجة هذه المسألة»، مشيرا إلى أنه لا يريد أن يجيب على أي سؤال عن الموضوع، مبديا استياءه من نشر مجلة «كلوزر» لتقرير يكشف عن علاقة تجمعه بالممثلة جولي غاييت مؤكدا على عزمه مقاضاة المجلة المذكورة. السيدة الأولى ترقد في المستشفى والرئيس يعد بتوضيح كل شيء بالرغم من أن الشأن السياسي والاقتصادي للبلاد يطرح مجموعة من التساؤلات وبالرغم من أنه الموضوع الأول الذي من أجله عقدت الندوة إلا أن الصحافيين الذين التقوا هولند مساء أول أمس بدوا مهتمين أكثر بموضوع علاقته بشريكة حياته، حيث كان السؤال الثاني الذي وجه للرئيس عن صحة فاليري تريرفيلر، سؤال رد عليه بإيجاز «إنها في حاجة إلى الراحة وليس لدي تعليق آخر». مصادر إعلامية فرنسية وأوروبية أكدت أن سيدة فرنسا الأولى نقلت على عجل إلى المستشفى بعدما نشرت المجلة الفرنسية تفاصيل العلاقة الغرامية السرية التي تجمع الرئيس بالممثلة غاييت. ولعل ما أثر في تريرفيلر أكثر من الخبر نفسه رد شريكها حيث لم ينف العلاقة بل احتج فقط على اقتحام وسائل الإعلام لحياته الخاصة، وهو نفس النهج الذي سار عليه خلال الندوة الصحافية التي عقدها بالإيليزيه مساء أول أمس قبل أن يعترف بمرور علاقته بشريكته من محنة، واعدا بتوضيح كل ما يهم تلك العلاقة قبل لقائه المرتقب بالرئيس الأمريكي باراك اوباما في الحادي عشر من شهر فبراير المقبل. وعد أثار الكثير من علامات الاستفهام، حيث تساءلت مختلف الصحف الفرنسية في اليوم الموالي للندوة عن «المفاجأة» التي يعدها الرئيس وعما إذا كانت ستعزز علاقته بشريكته وتضمن استمراريتها أم ستنهيها. هولند وتريرفيلر.. «الحب المتحرر» بعد انفصاله الغامض عن شريكته السابقة سيغولين روايال، ارتبط الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولند بالصحافية المعروفة فاليري تريرفيلر. حدث ذلك سنة 2000، فعاش الثنائي 13 عاما كان يبدو أنهما ينعمان خلالها بالسعادة والاستقرار، ولكن من دون زواج. وحتى بعد فوز هولند في الانتخابات الرئاسية سنة 2012 وبالرغم من أن وضعه بتريرفيلر لم يكن له سابق في الإيليزيه وكان يطرح بعض التساؤلات، خصوصا خلال زيارتهما لبعض البلدان العربية والإسلامية، إلا أن الثنائي لم يعط يوما إشارة على إمكانية زواجهما، وإلى غاية يوم واحد قبل صدور العدد الجديد من مجلة «كلوزر»، والذي يكشف عن العلاقة العاطفية التي تجمع الرئيس بغاييت، ما كان لأحد أن يتخيل أن علاقة هولند و»سيدة فرنسا الأولى» تمر من أزمة دفعت بالرئيس إلى أحضان امرأة أخرى. يتعلق الأمر بجولي غاييت الممثلة البالغة من العمر 41 عاما والتي سبق لها أن كانت ضيفة لإحدى دورات مهرجان مراكش الدولي. علاقة الرئيس بالممثلة لا تعود على ما يبدو إلى تاريخ قريب، أو على الأقل إشاعات العلاقة لا تعود إلى تاريخ قريب، حيث سبق لغاييت في شهر مارس من السنة المنصرمة أن تقدمت بشكاية ضد مجهول بدعوى اقتحام خصوصيتها بعد انتشار خبر علاقتها بهولند في أوساط المجتمع الفرنسي. غراميات الرؤساء لا تنتهي بتأمل تاريخ رؤساء فرنسا نجد أن كثيرا منهم شغلوا وسائل الإعلام لفترة طويلة بقصص غرامياتهم. البداية كانت مع الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران الذي جمعته علاقة قوية بالفنانة داليدا، والتي انكشفت تفاصيلها سنة 2007 من خلال كتاب ألفته صديقة لداليدا. علاقة ميتران وداليدا بدأت قبل وصوله إلى الرئاسة سنة 1981. ميتران كان جريئا نوعا ما في علاقته بالفنانة الشهيرة، حيث ومباشرة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية أعطى الأوامر ليتوجه العمال إلى الشارع حيث تقيم عشيقته ليقيموا عوارض حديدية تمنع وقوف السيارات على جانبي الشارع، خشية تعرض الرئيس لعرقلة السير عندما يزورها. العلاقة لم تستمر حيث صار ميتران موضوع سخرية الجميع خصوصا بعدما لقبوه ب»ميمي لا موروزو» أو «ميمي العاشق» نسبة إلى أغنية داليدا «جيجي لا موروزو»، حينها قرر الرئيس وضع حد لعلاقته الغرامية بالفنانة المعروفة، ليقيم بعدها علاقات مع عدة نساء شهيرات، في حين أصيبت داليدا بالاكتئاب وأنهت حياتها عن سن الرابعة والخمسين. نيكولا ساركوزي، بدوره، شغل وسائل الإعلام لفترة طويلة بقصة غرامه هو والعارضة والمغنية كارلا بروني، فالرئيس السابق كان يعيش حياة سعيدة رفقة سيسيليا سيكانير ألبانيز التي ظلت زوجته لأحد عشر عاما، قبل أن يقررا الطلاق ب»التراضي»، بعدما وصلت أخبار خيانة كل منهما للآخر إلى ذروتها. وبعد أقل من عام من الطلاق الذي اعتبر سابقة في قصر الرئاسة الفرنسي، ارتبط ساركوزي بكارلا بروني التي رزق منها سنة 2011 بابنته «جوليا». علاقة هولند بشريكته كانت تبدو أقوى من كل العلاقات التي أثرت فيها أجواء الحكم والسلطة في الرئاسة الفرنسية، وبالرغم من عدم ارتباطهما بعقد زواج اعتبرت علاقتهما نموذجا «ناجحا» للعلاقات «المتحررة». علاقة تمر اليوم، وبشهادة هولند، من امتحان عصيب يرتقب الجميع نتيجته قبل الحادي عشر من الشهر المقبل.