خلص التقرير الأخير الصادر، نهاية الأسبوع الماضي، عن يونيسكو، والذي يحمل عنوان: «تقرير المتابعة حول التعليم العمومي» إلى أن الأهداف المتعلقة بتعميم التمدرس والتعليم في المغرب في أفق 2030 حسب أهداف التنمية المستدامة، ستكون بعيدة المنال، وأنه سيكون من الصعب عليه تعميم التمدرس في الابتدائي، والثانوي، والسلك الثاني بالنسبة إلى التعليم الثانوي، قبل نصف قرن من الزمن. وكشف التقرير أنه على الرغم من الميزانيات الضخمة المخصصة لقطاع التعليم بالمغرب، فإنه لن يتم تحقيق تعميم التمدرس بالسلك الأول من التعليم الثانوي سوى في عام 2062، وفي عام 2082 بالنسبة إلى تعميم التعليم والتمدرس بالسلك الثاني الثانوي. وحسب التقرير دائما، تكشف هذه الخلاصات أن نظام تقديم الدعم، والمساعدات العمومية، الذي تبنته بلدان إفريقيا الشمالية، ومن بينها المغرب من أجل تحقيق العدالة في التعليم بالنسبة إلى تمدرس الأطفال، كانت نتائجه محدودة، وغير فعال على مستوى تحسين قدراتهم المعرفية، وكذا على مستوى تحقيق المناصفة بين الفتيان والفتيات، وذلك بالنظر إلى عدم دقة المعايير الجاري بها العمل من أجل توجيه الدعم إلى المستهدفين في المناطق الفقيرة: برنامج «تيسير» على سبيل المثال. وفي جانب آخر، ربط التقرير بين تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال التمدرس والتعليم، ومشكل المناخ، والتغيرات المناخية وظاهرة الفقر، وصحة الأطفال وغيرها من المؤثرات، التي كان لها تأثير سلبي في جودة التعليم، وعلى تحقيق هدف التعميم.. كما كشف التقرير أن عدد الطلبة الجامعيين في المغرب، وبلدان إفريقيا الشمالية، مرتفع جدا في التخصصات، التي لا تثير اهتمام سوق الشغل. وصنف التقرير المغرب ضمن البلدان، التي سيكون من الصعب، أو من المستحيل عليها تحقيق أهداف تعميم التمدرس في أفق عام 2030، وأنه سيكون عليه انتظار عشرات السنوات الأخرى لكي يحقق هذا الهدف العالمي. كما صنف التقرير نموذج المدرسة العمومية المغربية من بين أسوأ النماذج التعليمية في العالم. واستند التقرير في هذا التصنيف على معطيات رقمية من بينها: 5 في المائة فقط من الفتيات، و17 في المائة من الفتيان المنتمين إلى فئات فقيرة، هم الذين يتمكنون من امتلاك قدرات، ومهارات في نهاية السلك الأول الثانوي. وأن 24 في المائة فقط، هم الذين تمكنوا من اكتساب مهارات، وقدرات في دراسة الرياضيات: بما يعني أن ثلاثة أرباع تلامذة المغرب لا يتوفرون على قدرات في مجال الرياضيات. كذلك، كشف التقرير، أن 19 في المائة فقط، من التلاميذ هم الذين يجيدون القراءة، في حين بلغت نسبة الأمية لدى اليافعين 67 في المائة، أي يافع واحد من أصل ثلاثة. كما صنف التقرير المغرب إلى جانب بلدان ثلاث مناطق أخرى، سوف تخفق في تعميم التمدرس على مستوى التعليم الابتدائي في عام 2030: شمال إفريقيا، وغرب وجنوب آسيا، وإفريقيا جنوب الصحراء. وبالنسبة إلى المغرب، سيتمكن في أفق عام 2030 من تحقيق معدل 92 في المائة من هدف تعميم التعليم الابتدائي. ولن يكتب له تحقيق هذا الهدف سوى في عام 2048. وفي التعليم الثانوي، سوف يحقق المغرب معدل 87 في المائة من هدف تعميم التعليم الثانوي في عام 2030، وسيكون عليه انتظار عام 2062 لتحقيق الهدف العالمي. كما أنه سيحقق 77 في المائة في عام 2030 من هدف تعميم السلك الثاني الثانوي. وسيكون عليه انتظار عام 2082 لتحقيق الهدف العالمي.