تختلف طقوس الاحتفالات بعيد الأضحى من بلد لآخر، وإذا كانت هذه الطقوس في المغرب تحرص على الحفاظ على الأجواء العائلية الدينية، حيث يرتبط عيد الأضحى عند المغاربة بإعداد الأكلات المغربية العريقة، وارتداء الملابس التقليدية الجديدة، والذهاب لصلاة العيد والتزاور والتسامح بين الأهل والأقارب، فإن عيد الأضحى يرتبط عند الشعوب العربية بالطعام، بالإضافة إلى الطقوس الأخرى كالحناء والبخور. فكل دولة تتفنن في صناعة وجباتها بطريقة خاصة التي تتناسب مع شعبها. ففي عيد الأضحى المبارك يكثر استخدام اللحوم الحمراء في أنواع مختلفة من الأطعمة بحسب موقع "الفجر" المصري. فكيف تتميز طقوس الدول العربية في إعداد وجبات "الأضحى"؟ السعودية يرتبط عيد الأضحى بالمملكة السعودية بأداء فريضة الحج، لذلك تتجه قلوب وأنظار العالم يوم العيد إليها أو إلى الحرم المكي تحديدا، وزيارة مسجد رسول الله في المدينةالمنورة. يقضي معظم السعوديين يوم العيد الأول في منزل العائلة، وتحضير الطعام "كالكبسة؛ الهريس؛ المرقوق؛ المراهيف، المصابيب، المراصيع"، وتنتشر عادة قضاء العيد في الأرياف عند بعض السعوديين، حيث الهدوء والبساطة بعيداً عن ضوضاء المدينة، فيحتفلون بالعيد هناك، ويتناولون طعام الإفطار عند شيخ القرية. الإمارات تحتفظ الإمارات بطقوسها المتوارثة عبر الأجيال، فيتجمع أفراد الأسر خلال الزيارات العائلية، حول ما يدعى ب"والة العيد"، وهي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها خصيصاً لاستقبال العيد، والتي تضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية، كالهريس، والعريس، والأرز مع اللحم، والخبيص، بالاضافة الى الحلوى العمانية. الجزائر يزين الجزائريون مطابخهم في العيد "بالعصبان"، الذي يتم إعداده من بطن الخروف بعد غسله وتنظيفه جيدا يقلب ويتم حشوه بالكبد والقلب وقطع من اللحم صغيرة وبعض الحمص بالإضافة إلى التوابل ليطهى بعدها ويكون له طعم لذيذ. ومن الأطعمة هناك أيضا الملفوف والذي هو عبارة عن كبد ملفوف في قطع من الشحم يشوى على الجمر ويقدم مع الشاي الأخضر، وهناك أيضا لحم رأس الخروف، أو ما يسمى محليا ب"البوزلوف" وهناك البكبوكة والكمونية التي تتفنن ربات البيوت في تحضيرها أيام العيد. تونس من الطقوس المعروفة في عيد الأضحى عند بعض الأسر التونسية، تعمد الزوجة لتلقي أولى قطرات الدم في طبق أو صحن إلى أن تجف، حيث يتم حسب معتقداتهن تبخير الأطفال الصغار ببعض منه، لإبعاد العين الشريرة والسحر. فيما تعمد بعض النسوة إلى غمس أيديهم بالدماء وطلائها على جدران البيت، لإبعاد عين الحسد حسب اعتقادهم. الأردن تمتاز العائلات الأردنية بعمل"المنسف"، الذي هو عبارة عن رز يضاف له اللحم المغلي باللبنة، وهي أكلة بدوية أصيلة، وتعتبر من أشهر الأكلات في المطبخ الأردني بينما تمتاز العائلات الفلسطينية بأكلة "المسخن" الذي هو دجاج مقلي مع رز ويعد بطريقة لذيذة جدًا. السودان من عادة السودانيين صبيحة عيد الأضحى المبارك أن يتناولوا (العصيدة) عقب عودتهم من الصلاة، وذلك لتأخر الإفطار حيث ينهمك الجميع في مراسم الذبح والتضحية. تتكون العصيدة من خليط من الدقيق مع الماء يضاف إليه البامية المجففة والمطحونة المضاف إليها اللحم المفروم حيث يطلق على هذا الخليط السوداني الخالص قبل إضافته إلى الدقيق والماء اسم "الويكة"، ويوجد منها في الريف المصري أيضًا.