ما يحدث في البيت الرجاوي لا يبشر بخير، مع الأسف. فبين الساعتين الرابعة و54 دقيقة من يوم الجمعة الماضي، والعاشرة و29 دقيقة من ليل اليوم نفسه، صدر بلاغان عن الفريق، أحدهما يقول شيئا، والآخر ينكره. لنقرأ البلاغين ثم نحكم. فقد جاء في بلاغ الساعة 16:54 من يوم 10 يناير 2014 ما يلي:"فوجئ المكتب المسير لنادي الرجاء الرياضي بكم الإشاعات التي تحوم حول النادي، وآخرها خبر عن انفصال الرجاء عن صلاح الدين بصير، وإذ يأسف النادي لنشر أخبار غير صحيحة، فإنه يؤكد أن صلاح الدين بصير مازال يمارس مهامه بشكلٍ عادي على رأس لجنة المتابعة التقنية والشباب لكل فئات الفريق". أما البلاغ الثاني، الذي صدر في الموقع الرسمي للفريق بالتدقيق في الساعة 22:29 دقيقة من اليوم نفسه، فجاء فيه ما يلي:" بعد الدراسة و البحت قرر السيد محمد بودريقة رئيس نادي الرجاء الرياضي تجميد عضوية صلاح الدين بصير بالمكتب المسير للنادي". ماذا حدث إذن بين تلكما الساعتين؟ الواضح أن الرجاء، ونقصد به هنا الرئيس، وأعضاء من المكتب المسير، كان بالفعل قد اتخذ قراره بتجميد، أو فصل، أو استبعاد صلاح الدين بصير من مكتبه المسير، بصفته رئيسا للجنة التقنية. غير أن حجم الهزة التي أحدثها الخبر لدى شيوعه، وتدخل أطراف كثيرة، ضمنها جماهير من الفريق، جعلت المعنيين يجمدون التجميد، قبل أن تشتعل الهواتف مرة أخرى، بفعل غضب الأطراف التي كانت وراء القرار الأول، ليصدر في النهاية بلاغ يعفي بصير من مهامه. ما السبب؟ هناك تفسيرات عديدة للقرار، غير أن أيا منها لم يصدر حتى اللحظة عن الجهات المسؤولة لتكون له حجيته، في حين جاء تكذيب صلاح الدين بصير، في أحاديث إذاعية، ولمواقع إلكترونية، ليؤكد صحة ما تدوول بشأن مبررات إعفائه من مهامه، وضمنها أنه تقدم بطلب قطعة أرضية إلى الملك، وكان الاتفاق بين المعنيين يقضي بأن يترك التقدم بطلبات للقصر للاعبين فقط. إلى أي حد يمكن الوثوق بهذه المبررات؟ ما نُقل عن مصادر موثوقة من الرجاء يشير إلى أن المنزعجين من وجود بصير في المكتب المسير للفريق الأخضر ظل في تصاعد، وأنه وصل قمته في نهائي الموندياليتو، ثم انفجر قبيل الوصول إلى القصر الملكي، وكان الدخول إلى القصر ملجما له، ليتدفق مباشرة بعد ذلك، وتظهر آثاره يوم الجمعة الماضي. إلى أين يقود ما حدث؟ يستحيل التكهن بما يمكنه أن يقع بين اليوم والغد، غير أن استقالة الناطق الرسمي للرجاء سمير شوقي، يوم أمس، وتعيين ناطق آخر بدله، هو محمد النصيري، يوم عطلة، والحديث عن استقالات أخرى وشيكة، ونفي الرئيس محمد بودريقة ذلك، كل هذا لا يبشر بخير. إلى اللقاء.