تستعد الجارة الشمالية لإطلاق مشروع أمني كبير يهدف إلى تعزيز قدرات أسطولها الجوي على حراسة ومراقبة حدودها مع المغرب، بسبب ما تسميه ارتفاع أنشطة الهجرة السرية وتهريب المخدرات، والجماعات الجهادية في الجزائر وليبيا، علاوة على المراقبة الشاملة للثغور المحتلةسبتة ومليلية وجزيرة ليلى والجزر الجعفرية. في هذا الصدد، كشف تقرير نشره موقع وزارة الدفاع الإسبانية جزءا من هذا "المشروع الأمني الكبير" القائم على تعزيز "القوات الجوية المسلحة بنظام مراقبة جديد يعتمد على كاميرات رقمية مترية للتعرف الفوتوغرافي محمول على طائرتها العسكرية". التقرير الإسباني يوضح بشكل ضمني أن هذا المشروع الذي قد تبلغ قيمته المالية مليارا و455 مليون أورو موجه بشكل كبير لمراقبة الحدود مع المغرب والثغور المحتلة، عندما أشار إلى أن الكاميرات التناظرية لعبة دورا مهما في المسح أو التعرف الفوتوغرافي لجزيرة ليلى سنة 2002 قبل التدخل "لطرد الجنود المغاربة" الذين كانوا يتواجدون فيها، علما أن "حادثة ليلى" هي أكبر أزمة سياسية عرفها المغرب في عهد الملك محمد السادس، والتي كانت ستؤدي إلى الحرب بين المملكتين لولا التدخل الأمريكي. عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، أكد ل"أخبار اليوم" سعي إسبانيا إلى إتمام هذا المشروع القائم على تزويد قواتها الجوية بكاميرات رقمية أكثر دقة من الكاميرات التناظرية التي كانت تستعملها في السابق، مضيفا أن "الكاميرات الرقمية المترية ذات النظام المتعدد التخصصات والوظائف، هي من النوع المحمول في طائرات بدون طيار وطائرات الاستطلاع والأقمار الاصطناعية" المكاوي أضاف أن هذه المشروع الأمني العسكري الجديد موجه بدرجة أولى لرصد كل التحركات في حدودها مع المغرب وبريطانيا (جبل طارق)، قبل أن يشير إلى أن الأمر عادي، لأن التجسس والتنصت بين الجيوش والدول جاري به العمل. مصدر إسباني أخر أوضح للجريدة أن "المشروع الأمني الجديد موجه إلى الحدود مع المغرب، لأنه لا يمكن استعمال الكاميرات الرقمية المترية في رصد الحدود مع فرنسا والبرتغال، لأنها بكل بساطة تدخل ضمن المجال الأوروبي"، غير أنه استدرك قائلا: "هذا المشروع عادي وليس بعدائي تجاه المغربي، لأن كل بلد يسعى إلى حماية أراضيه". على صعيد متصل، تسعى كذلك المصالح الجمركية الإسبانية بتنسيق مع الحرس المدني الإسباني إلى تكثيف مراقبة الحدود الجوية والبحرية مع المغرب، من خلال اعتماد نظام مراقبتي جديد قائم على اعتماد "رادارات وكاميرات التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء"، بهدف محاربة مافيات تهريب المهاجرين السريين والمخدرات على متن قوارب الموت والدراجات المائية السريعة والمروحيات والطائرات الصغيرة انطلاقا من شمال المملكة. المعلومات التي كشفتها صحيفة "الكوفيدينثبال ديجيتال" توضح أن نظام الرصد والمراقبة الجديد يضم كاميرات حرارية (الأشعة تحت الحمراء)، وكاميرات ليلية ونهارية (HD) قادرة على تكبير وتصغير الصور بجودة عالية، كما أن لها قدرة كبيرة على تخزين المحتويات، ونظام لتحديد المواقع، ونظام ليزر لقياس المسافات وأنظمة استشعار.