يبدو أن الملاكم المغربي حسن سعادة، الذي يوجد، منذ مساء أمس (الجمعة)، في شقة جيدة بكواباكابانا، أشهر أحياء مدينة ريو ديجانيرو البرازيلية، لن ينسى يوم اعتقاله، في الثاني من غشت الجاري، ثم تلك الأيام التي قضاها معتقلا بسبب اتهامه من قبل عاملتي نظافة برازيليتين بالتحرش الجنسي، مثلما أنه لن ينسى اللحظات الأخيرة للاعتقال. فحسب نور الدين بنعبد النبي، الكاتب العام للجنة الوطنية الأولمبية المغربية، ورئيس البعثة المغربية إلى الألعاب الأولمبية، ما حدث هو أنه تلقى، يوم الحادثة، اتصالا من مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية، في القرية الأولمبية، يخبرونه بأن هناك إخطارا من الأمن بتحرش جنسي لمغاربة بعاملتي نظافة يرازيليتين، وبأن الأمن طلب تحضير محام ومترجم، مع إخبار السفارة في برازيليا بالموضوع، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمواطن أجنبي. بنعبد النبي، الذي قال إنهم في البعثة المغربية كانوا يظنون في البداية بأن الأمر يتعلق بمسألة عابرة، فوجئوا في الثاني من غشت ببعض أفراد البعثة يخبرونهم بأن رجال الأمن داهموا الطابق رقم 17، بقوة مجيشة، حوالي الساعة السابعة صباحا، وأنهم اعتقلوا الملاكم حسن سعادة، وانتقلوا عبر سيارتين إلى مكان الاعتقال الذي سيعرفه في وقت لاحق. المسؤول المغربي، أوضح للصحافيين الموفدين إلى دورة ريو للألعاب الأولمبية، في لقاء له معهم بعد تسريح حسن سعادة مؤقتا، بأنه من حسن الحظ كان سفير المملكة موجودا بريو لحضور حفل الافتتاح، ما جعله يبقى رهن الإشارة، مشيرا في هذا السياق إلى أن العربي موخاريق قضى ليالي ينام معه في باحة المحكمة، متتبعا الملف عن كثب، فيما مواطن مغربي مقيم بريو أسهم بشكل بطولي في الحل الجزئي للقضية. وقال المتحدث نفسه، إن سعادة احتاج إلى تحفيز من موظفي السجن، بضاحية ريو، كي يأكل، وأنه رفض أكل اللحوم، ولم يطعم سوى الأرز، مشيرا إلى أنه حين علم بكونه سيعتقل 15 يوما على ذمة التحقيق استرجع بعض الأمل، وصار أقوى من ذي قبل، حتى إنه اليوم عاد بنفسية جيدة جدا، ولديه ثقة في أن القضاء البرازيلي سيبرئه. وعن صك الاتهام، قال بنعبد النبي إن الغريب في الأمر هو أن الضحيتين المزعومتين تتحدثان في أقوالهما عن أن ما وقع كان في شقة مقابلة لشقة الرياضيين المغاربة، وهي الشقة التي تقيم فيها النساء وليس الرجال، فضلا عن في أقوالهما تضارب كبير في ما يخص التفاصيل المتعلقة بشخص حسن سعادة وشكله، وزاد:"لقد طلب محامي سعادة أن تضم أقوالي إلى الملف، وهو ما سيكون فعلا، حتى نربح نقطا أخرى، ذلك أننا نفضل إنهاءه من خلال القضاء، وإن كانت نهايته ودية، فلن نمانع طبعا". أما في ما يخص اللحظات الأخيرة لسعادة في السجن، فقال المسؤول المغربي إنها كانت مثيرة جدا، ذلك أنه كان مفترضا إطلاقه مساء الخميس الماضي، وعلى بعد أمتار قليلة أعيد إلى المعتقل، بداعي أن من يفترض فيه إطلاقه سيأتي في اليوم الموالي، وهو ما حدث بالفعل، بعد ساعات طويلة من الانتظار، لينقل إلى شقته الجديدة، بناء على قرار وزير العدل، الذي ارتأى أنه من غير المجدي الإبقاء عليه في المحبس.