تسلمت السلطات الإيطالية مساء يوم أول أمس الثلاثاء، من الشرطة المغربية، أحد أكبر وأخطر عناصر المافيا الإيطالية، والذي تمكن من الفرار من العدالة الإيطالية والإختباء بالمغرب قبل أن تلقي عليه السلطات المغربية القبض في شهر أبريل من سنة 2015، بناء على مذكرة من الانتربول، بعد إخبارها من طرف الشرطة المالية الإيطالية وفرقة مكافحة المخدرات بأنه يتواجد في المغرب. ووصل "ماركو توريللّو روليرو"، الذي يبلغ من العمر 61 سنة، إلى مطار فيوميتشينو بروما في طائرة نقلته من مطار الدارالبيضاء، وتم تسليمه إلى شرطة الحدود الإيطالية، حيث تم نقله إلى السجن تحت حراسة أمنية مشددة. واستطاع "توريللّو روليرو"، أن يدير مجموعة من الأنشطة المحظورة من المغرب، وبحسب تحقيقات قامت بها السلطات الإيطالية كان يرسل من المغرب إلى أوربا ألف كيلوغرام من مخدر الشيرا بشكل أسبوعي.و وكانت له صلة وصل بتجار المخدرات في كل من أمريكا الجنوبية وإيطاليا والمغرب، وكان يشرف على نقل مخدر الكوكايين من تلك البلدان إلى روما ومن خلالها إلى كل التراب الأوربي. وفي دجنبر 2013 قامت الشرطة الإيطالية، بوضع إسم العجوز الإيطالي، في لائحة اخطر مائة عنصر مافيا هارب من العدالة الإيطالية. ويعتبر من أكبر تجار المخدرات على الصعيد العالمي، له علاقات جد وطيدة مع كبار تجار المخدرات في دول أمريكا الجنوبية يزودونه بكميات ضخمة من مخدر الكوكايين. وتمكن المحققون الإيطاليون من الوصول إلى معلومات تفيد بتورط الستيني في عمليات تهريب ضخمة للمخدرات. ويترأس خلية كبيرة جدا كشف فيها الأمن عن هوية 35 شخصا آخرين من المتورطين إلى جانبه والمتابَعين في قضايا كثيرة وخطيرة. ينحدر معضمهم من الجنوب الإيطالي، معقل المافيا الإيطالية. واعتقلت السلطات الايطالية، عددا كبيرا منهم، بداية يناير 2015 في عملية ضخمة أطلق عليها الامن الإيطالي إسم عملية "Buena Hora 2 " . وبدأت تحقيقات الشرطة الإيطالية حول أنشطة الستيني الإيطالي منذ سنة 2010، وككل رجال المافيا الأقوياء وبحكم علاقاته المتشعبة، تناهى إلى علمه أن الأمن بدأ يقترب من فك لغز أنشطته المشبوهة التي دامت أزيد من 30 سنة. وبعد ان أحس عنصر "كوزا نوسترا"بأن الخناق إشتد حوله وبأن أيام حريته أصبحت معدودة في إيطاليا، إختفى عن الانظار منذ سنة 2011 وتمكن من الفرار خارج البلد، ولجأ إلى المغرب حيث واصل من هناك إدارة اعماله بالإشراف على تزويد السوق الاوربية بكميات ضخمة من المخدرات. لكن الشرطة الإيطالية ظلت تتبع خطواته بسبب إبقائه على مجموعة من الإتصالات بأشخاص من إيطاليا، و أطلقت مذكرة بحث دولية بخصوصه. وبعد تأكدها من تواجده باحد المدن المغربية مدّت الأنتربول بمعلومات عنه لتتدخل الشرطة المغربية بتنسيق مع الأنتربول وتعتقله بتاريخ 13 أبريل 2015 وظل هناك في السجن حتى تم تسليمه للشرطة و القضاء الإيطاليين.