تظاهر آلاف من طالبي اللجوء الافارقة الذين تسللوا الى اسرائيل امام عدد من السفارات في تل ابيب الاثنين احتجاجا على السياسة التي تتبعها الدولة العبرية تجاه الهجرة، كما ذكر مصور من وكالة فرانس برس. وجاء هذا التجمع الجديد لمواطنين يتحدرون خصوصا من السودان واريتريا غداة تظاهرة كبيرة في تل ابيب شارك فيها نحو ثلاثين الف شخص. وقال مصور فرانس برس والشرطة ان المتظاهرين ساروا امام سفارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا قبل ان يتفرقوا بهدوء. ويدين المتظاهرون رفض السلطات منحهم اللجوء واحتجازها مئات منهم. ورددوا عند مرورهم امام المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة "استفيقي يا هيئة الاممالمتحدة".ض ومنذ 2009، نقلت صلاحية البت في منح وضع اللاجىء الى طالبي اللجوء في اسرائيل من المفوضية العليا للاجئين الى وزارة الداخلية. وانتقدت المفوضية العليا للاجئين في بيان اسرائيل لعدم منحها طالبي اللجوء هذا الوضع. وقالت شارون هاريل المسؤولة في المفوضية ان اسرائيل لم توافق على طلب لجوء واحد خلال العام الماضي باكمله، رغم ان متحدثة باسم الداخلية الاسرائيلية قالت انه تم منح 10 اشخاص حق اللجوء. وقالت هاريل ان طالبي اللجوء في اسرائيل -- 14000 من اريتريا و36 الف من السودان - حصلوا على حماية جماعية لدى وصولهم ولم يعادوا الى بلادهم الاصلية. ودان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو التظاهرات واكد على انه سيتم ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين. وقال امام اعضاء من حزب الليكود الذي يتزعمه في تصريحات نقلتها اذاعة الجيش الاسرائيلي ان "التظاهرات والاضرابات لن تفيد". واضاف "بعد ان نجحنا في منع عمليات التسلل غير القانونية بفضل السياج الامني، نحن مصممون على اعادة من وصلوا الى البلاد قبل اغلاق الحدود". وقامت اسرائيل بالعديد من عمليات الاغتيال والترحيل كما اقامت سياجا حديثا على طول الحدود مع صحراء سيناء مع مصر التي تعد المعبر الرئيسي للمهاجرين غير الشرعيين. الا ان المفوضية دانت اسرائيل لعدم توفير "الحماية لمن يحتاجونها" ووصف المهاجرين غير الشرعيين بانهم "متسللون" دون الاخذ بالاعتبار الاسباب التي دفعتهم الى الفرار من بلادهم. ورفض وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر الاثنين انتقادات المفوضية، مؤكدا في بيان ان "كل طلبات اللجوء تدرس في مكتب الهجرة"، موضحا ان مقدمي طلبات اللجوء لا يطردون خلال هذه المهلة. واتسعت موجة الاحتجاجات هذه بعد المصادقة على قانون في العاشر من دحنبر الفائت يجيز وضع المهاجرين غير الشرعيين قيد الاحتجاز لمدة سنة بدون حكم قضائي. واثر المصادقة على قانون العاشر من كانون الاول/ديسمبر، فتح مركز احتجاز اطلق عليه اسم "حولوت" (رمال بالعبرية) الشهر الماضي في جنوب اسرائيل واستقبل في مرحلة اولى 484 مهاجرا غير شرعي. ويظل هذا المركز مفتوحا طوال النهار لكن على الاشخاص الموجودين فيه ان يمثلوا ثلاث مرات امام القيمين عليه وان يقضوا فيه ليلتهم. ويستطيع المركز ايواء ثلاثة الاف شخص وقد يتم توسيعه ليشمل 11 الفا. كما انهت اسرائيل السنة الماضية بناء سياج الكتروني طوله 230 كلم عند حدودها مع مصر ما سمح عمليا بوقف عمليات التسلل الى اراضيها.