مثل 35 عاملا وزبونا بالعلبة الليلية "ليالي الأنس" بمراكش، أول أمس الثلاثاء، أمام النيّابة العامة بابتدائية المدينة، على خلفية الاعتداء الذي تعرّض له مسؤول أمني، برتبة عميد، بالمديرية الجهوية لمراقبة التراب الوطني بمراكش، حوالي الساعة السادسة من صباح يوم الأحد المنصرم، من طرف ثلاثة "فيدورات" بالملهى الليلي الواقع بشارع يعقوب المنصور. وجاء ذلك بعدما لم يستشغ الحراس تدخل المسؤول الأمني من أجل ثنيهم عن تعنيف أحد الزبناء أمام باب العلبة، بسبب رفضه أداء ثمن ما استهلكه من مشروبات كحولية، قبل أن يتدخل عميد الأمن محتجا على الأمر ويدخل معه الحراس في مشاداة كلامية استغلها الزبون ليطلق سيقانه للريح، تاركا الحراس في حالة غضب أفرغوه في المسؤول الأمني، الذي كان يستعد لممارسة برنامجه اليومي لرياضة المشي. وتعرض رجل الأمن إلى ضرب ورفس من لدن الحراس الذين، وبعد أن علموا بوظيفته، آووا إلى داخل العلبة وأحكموا إغلاق أبوابها على من بقي فيها من زبناء وعاملين، قبل أن يتصل العميد الضحية برئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، الذي حل بعين المكان مرفقا بالعشرات من الضباط و رجال الأمن، الذين ربطوا الاتصال بمالك العلبة الليلية مطالبين إيّاه بفتح أبوابها، لتتم مداهمتها ويجري توقيف الحراس المتحصنين بها، بالإضافة إلى مالك العلبة نفسه وباقي المستخدمين وبعض الزبناء. وبعد أن أنهى نائب وكيل الملك بابتدائية مراكش، نبيل غنّام، استنطاق المتهمين، في حدود الثانية من زوال أمس، قرّر متابعة 24 منهم في حالة اعتقال، بمن فيهم مالك ومسير الملهى، موجها إليهم تهما تتعلق ب"تقديم الخمر للمغاربة المسلمين، الدعارة (بالنسبة لمتهمتين من مرتادات الملهى)، تسهيل تعاطي الدعارة، الضرب والجرح، إهانة موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه، والاحتجاز"، بينما أصدر قرارا بإخلاء سبيل 10 موقوفين، معظمهم زبناء ومستخدمون بسطاء بالعلبة، والاكتفاء بمتابعتهم في حالة سراح بتهمة "السكر البين"، فيما تقرّر إحالة أحد مرتادي الملهى، مجددا، على الشرطة القضائية من أجل تعميق البحث معه، كونه كان موضوع مذكرة بحث وطنية بسبب الاشتباه في تورطه في ملف جنائي يتعلق بتهمة "السرقة الموصوفة". هذا، وقد تمت إحالة المتهمين على المحاكمة، التي انعقدت جلستها الأولى، عصر اليوم نفسه، قبل أن يتم تأجيلها لجلسة الثلاثاء القادم، استجابة لملتمس تقدم به المحامون الذين يؤازرون المتهمين من أجل الإطلاع على وثائق الملف وإعداد الدفاع. وتأتي هذه القضية أياما قليلة بعد القرار الذي أصدره الوالي الجديد لجهة مراكشآسفي، عبد الفتاح البجيوي، في ختام الاجتماع الذي عقده مع ممثلين عن جمعية أرباب المطاعم والملاهي الليلية بالمدينة الحمراء، والقاضي بتمديد توقيت فتح الملاهي والعلب الليلية إلى الخامسة صباحا، بدل الساعة الثالثة التي كان معمولا بها في عهد الوالي السابق، محمد مفكر، الذي كان حبل الود بينه وبين أصحاب الملاهي مقطوعا، بسبب صرامته في إصدار التعليمات بضرورة أدائهم للرسوم المستحقة لفائدة الجماعة الحضرية، وحث المصالح الأمنية على القيام بمداهمات للأندية الليلية والكباريهات واتخاذ إجراءات قانونية ضد أصحابها، الذين لا يحترمون أوقات الافتتاح والإغلاق، ويفتحون أبوابها في وجه القاصرات، أو يتغاضون عن استهلاك وترويج المخدرات داخلها.