في مشهد غريب، تجرد رجال ونساء الاحزاب من صفاتهم الحزبية أمس الأربعاء، في لجنة الداخلية بمجلس النواب، وتحولت المعركة بينهم من صراع سياسي بين أحزاب حول قانوني الاحزاب والنظام الداخلي لمجلس النواب، الى معركة اصطفت فيها نساء الاحزاب اغلبية ومعارضة، مقابل اصطفاف ذكور الأحزاب أغلبية ومعارضة في كفة أخرى. حدة المواجهة بين الطرفين، جعلت رئيس اللجنة يوقف الاجتماع مؤقتا لاستعادة الهدوء. وأثارت فاطنة الكحيلي، برلمانية الحركة الشعبية حفيظة ذكور الأحزاب في مجلس النواب ، عندما كانت تتحدث عن إجراءات الدعم المالي المخصص للأحزاب، وانتقدت كيف يتصرف الرجال داخل الأحزاب في التمويل الذي تخصصه وزارة الداخلية، في حين تتعرض النساء للتهميش ، وقالت بالدارجة "الرجال يعرفون كيف يتقاسمون المال ويهمشون المرأة"، داعية وزير الداخلية الى تقنين الدعم المالي المخصص للنساء، وقبل أن تنهي مداخلتها، قاطعها برلماني العدالة والتنمية رشيد عبد اللطيف، الذي استشاط غضبا، ووقف خلال الاجتماع منتقدا بصوت عالي البرلمانية الحركية ، قائلا لها "إذا كان لك مشكل داخل حزبك فعليك حله داخل الموسسة لا أن تتهمي الرجال جميعا بالسطو على المال" وأضاف "من العيب أن نشكو الى وزير الداخلية مشاكل داخل للأحزاب"، لكن فتيحة البقالي، برلماني حزب الاستقلال دعمت بدورها موقف الكحيلي، وقامت ترد على برلماني البيجيدي قائلة "النساء داخل الاحزاب لا يحصلن على التمويل بل يأخذه أصحاب الشكارة"، فقاطعها جمال البوزيدي، برلماني حزب الاستقلال قائلا "لاتسبو الرجال"، فردت مرة اخرى البرلمانية الكحيلي مقاطعة زميلها "هذا عنف ضد النساء وقمع لحرية التعبير". بل إنها عبرت عن خشيتها من تعرضها للعنف خلال الاجتماع، وقال "اعتقدت أن البرلماني البوزيدي سيضربني بهاتفه". وانضمت ميلودة حازب، رئيسة فريق الاصالة والمعاصرة في مجلس النواب، الى المعركة الحامية بين الرجال والنساء، حين اتهمت البرلمانيين الرجال بمعاملة نساء البرلمان "معاملة الحريم"، وقالت "اليس من حقنا أن نتفوه سوى بما يرضي الذكور" منقدة ما وصفته ب"غمز ولمز النساء"، وقالت للرجال "إذا كنتم تتحكمون في النساء في أماكن أخرى فهنا لا يمكن أن تتحكموا فيهن ". نفس التوجه سارت عليه حسناء أبو زيد، برلمانية الاتحاد الاشتراكي، التي انتقدت سلوك الرجال، وقالت إن "النصوص المعروضة مورست فيها وصاية مرعبة" هذا الموقف جعل البرلماني الاستقلالي البوزيدي، يسجل وجود "ظاهرة غير طبيعية" باتحاد نساء "من مرجعيات مختلفة إسلامية، شيوعية، ليبرالية.. محافظة ضد الرجال كل الرجال ". ارتفاع حرارة الجلسة جعلت رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبيالعلمي، يحضر على عجل الى اللجنة للتهدئة، كما قام رئيس اللجنة عمر السنتيسي بتوقيف الاجتماع لوهلة لاستعادة الهدوء، قبل مواصلة الاجتماع بعد توضيح الكحيلي، بأنها لم تقصد جميع الرجال، قائلة " لم أقصد إهانة أحد .. الرجال على راسنا".