لا يُمكن البحث عن حلول في تعقيدات تقنية ومعلوماتية، داخل رحاب موقع "اليوتيوب"، دون أن تمر على مدونة "المحترف"، لصاحبها الشاب المراكشي الحدق، أمين رغيب، الذي استطاع في وقت وجيز أن يضمن اسمه إلى جانب أشهر المتخصصين التقنيين في المغرب، والعالم العربي على حد سواء، بعد تكريمه من الشيخ محمد بن راشد المكتوم، حاكم إمارة دبي. رغيب يُقدم نفسه كشاب مولع بمجال المعلوميات، يقدم دروس وحيل لإتقان هذا المجال الذي يعتبره العديدون صعبا. فمنذ بداياته سنة 2009، ساعد الأب الشاب، ملايين الناس لحل مشاكل أجهزتهم الرقمية وحواسيبهم، واليوم هو صاحب موقع وقناة تعدان من القنوات الرائدة في العالم العربي. أمين رغيب، هو ضيف حلقة اليوم، من "مشاهير فايسبوك"، في هذا الحوار مع "اليوم24". أولا.. مبروك عليك الجائزة الذهبية لليوتوب.. ماذا يمثل لك هذا الفوز؟ الحصول على الجائزة الذهبية، هو تحقيق حلم كنت أعتقد في بداياتي بأنه صعب المنال. اليوم، ورغم العراقيل التي مررت منها في حياتي، والتي لازلت أعيشها، إلا أنني استطعت أن أسعد عددا كبيرا من المغاربة بهذا الفوز العالمي، خصوصا وأن نيل هذه الجائزة ليس بالأمر السهل أبدا. الحمد لله، لولا تشجيعات المتابعين الأوفياء من جميع ربوع الوطن العربي، ودعوات الوالدة، ماكنت لأحصل على هذا الجائزة العالمية وأكون أول مغربي يدخلها لأرض الوطن. ما الذي يميز صفحة أمين رغيب عن باقي صفحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي؟ صراحة لا أعرف، ربما هو تسخير من الله سبحانه وتعالى، فأنا أحاول جاهدا أن أكون قريبا من المتابعين، يكفي أنني أشاركهم وبعيدا عن المجال التقني كل ماله علاقة بحياتي الشخصية، بحيث كل متابع اعتبره صديقيا وكما يجدني الناس في العالم الإفتراضي يجدونني عليه كذلك في العالم الواقعي فلا توجد حدود بيني وبين المتابعين. المتتبعين وعلى امتداد ال7 سنوات، عاشوا معي بداياتي الخجولة وإمكانياتي المحدودة، إلى أن أصبحت ما أنا عليه الآن، الامر الذي اعتقد أن الشباب المغاربة كانوا بحاجة إليه ! مثال حقيقي عن شاب بدأ من 0 الصفر ووصل إلى العالمية. أنت واحد من أشهر المتخصصين في المجال التقني والمعلوماتي، كيف كانت البدايات، وما تخصص دراستك قبل بدء بث الفيديوهات على قناتك "المحترف"؟ درست في بادئ الأمر القانون، رغم أنني كنت من عاشقي التقنية منذ صغر سني، لكن هذا الأمر لم يكن حاجز بيني وبين التعلم، فالمعلومة موجودة وليست مقتصرة في المدارس فقط. وبالرغم من دراستي للقانون كنت أدرس مجال المعلوميات عن طريق دورات تعليمية عبر الانترنت، كما أن اهتمامي بهذا المجال جعلني أتوسع فيه وأحصل على بعض الشهادات قبل أن أقرر ولوج مدرسة مغربية ودراسة هذا المجال. البدايات كانت صعبة جدا، لا على المستوى المادي أو المعنوي، لم أجد خلال خطواتي الأولى من يشجع فكرتي، والكل كان يسخر من حلمي الذي اعتبره الكثيرون مستحيلا وأنه مضيعة للوقت. في الأول لم أكن أتوفر على المال الكافي لشراء كاميرا، ومكرفون ومكتب، بل الأكثر لم يكن في منزلنا مكان لائق للظهور أمام الكاميرا. لكن الحمد الله الآن، أنا أتوفر على مكتب كبير يضم 3 استديوهات للتصوير، وطاقم من المدونين والموظفين يعملون معي من أجل إنجاح هذه التجربة الفريدة من نوع. هل تعتبر نفسك "نجم" من "نجوم" اليوتوب والفايسبوك؟ سؤال محرج ! حقيقة هذا السؤال يجب ان يطرح على من يتابعونني. النجومية ترتبط بأشخاص حققوا نجاحا في أحد المجالات، لكن، شخصيا أحاول قدر المستطاع ألا أغير نمط عيشي عن ما كنت عليه من قبل. السؤال الذي يطرحه عدد عن متتبعيك على مواقع التواصل الاجتماعي.. هو "فاش خدام أمين بالتحديد"؟ أضحكتني.. "صراحة سبع صنايع والرزق ماضايعش"، الحمد الله غير أنني اشتغل في مدونة المحترف، إلا أن لدي أشغال أخرى على الانترنت أربح منها، إضافة إلى عملي كمستشار في التكنولوجيات الحديثة ومجال الأمن المعلوماتي، حيث أقدم خدمات لبعض المؤسسات والشركات الخاصة. هل يمكن القول أن مصدر دخلك اليومي هو الفيديوهات على الأنترنت؟ هذا ما يعتقده العديد، والأمر إلى حد قريب نعم، لكن ليس الآن، فالموقع أصبح ضخم تطويره وزيادة الإنتاجية تحتم عليك الإستثمار، لهذا فاليوتوب ليس كافيا، وبذلك فمدخولي اليومي ليس فقط من يوتوب أو الموقع. تحظى الفيديوهات التي تبثها بنسبة متابعة واسعة جدا، لكن في الآونة الأخيرة، نشرت فيديوهات بعيدة عن العالم التقني، مثل فيديو ربح المال من كراء بيت في المنزل.. ألا يدخل الأمر في إطار النصب؟ نصب ؟ لم أفهم صراحة. الموقع يوفر لك 1000 درهم أسبوعية من مشاركة غرفة في منزلك، هذا الأمر معروف ومتداول والعديد من المغاربة يقومون بذلك، بل ومنهم من يستعمله عند السفر لدول أخرى. الموقع معروف وعالمي ويمكن البحث عنه في جوجل. وبعد منع "ڢويپ" في المغرب، هل تعتقد أن فايسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي ستكون يوما ما منصة لنقل "النضال" من خلف الحاسوب إلى الشارع؟ لا اعتقد ولو كان ذلك لنجحت الحملة التي أنشأتها على الفيسبوك. نحن نناضل على الفيسبوك فقط، ونحمل الشعارات على الفيسبوك فقط، اأما النضال الحقيقي فنحن بعيدون عنه.