وداد الملحاف بعاصمة النخيل ولد المدون أمين رغيب، البالغ من العمر 28 سنة، حيث تابع دراسته الثانوية في شعبة الآداب بسبب عدم تفوقه في مادة الرياضيات، ليدرس بعدها القانون في جامعة القاضي عياض. أحب مجال الإلكترونيك منذ نعومة أظافره، ويقول أمين في اتصال مع « اليوم24»: «ولعي بهذا المجال بدأ منذ أن كنت في القسم الخامس ابتدائي، حيث بدأت أكتشف عالم الإلكترونيك، وأقوم بتجارب تتعلق به. ولع ورثته عن والدي الذي كان يشتغل في مجال الاتصالات بالخطوط الجوية العسكرية»، وجود أجهزة إلكترونية حديثة يستعملها والده في المنزل الذي ترعرع فيه جعله يتجه إلى التكوين الذاتي منذ الصغر. اهتمام مبكر سهل عليه استيعاب كل الدروس التي تلقاها فيما بعد عبر التكوين الذاتي الذي قام به في مجال المعلوميات منذ كان عمره 14 سنة، حيث لم تكن هناك معاهد ومدارس كثيرة تتيح هذا التكوين، ويقول أمين: «أتذكر أول مرة زرت فيها ناديا للأنترنت، دفعت مبلغ 30 درهما، وبالنسبة إلي كان المبلغ كبيرا لأنني كنت تلميذا بالسلك الإعدادي، فقط لأقوم باستخراج دروس تعليمية في المعلوميات». وموازاة مع دراسته الجامعية، كان أمين يتابع دروسا مجانية عبر الأنترنت تمنحها معاهد وجامعات عبر العالم، ليختار بعد تخرجه من الجامعة أن يُسجل بمدرسة خاصة، ويحصل على دبلوم تقني متخصص في تسيير الشبكات المعلوماتية وأنظمة التشغيل. شغفه بمجال أحدث تقنيات المعلوميات، ورغبته في تقاسم معارفه واكتشافاته جعلاه ينشئ مدونة أطلق عليها اسم «مدونة المحترف للمعلوميات» سنة 2010، حيث تستقطب الآن عددا كبيرا من الزوار من كافة ربوع الوطن العربي، وقد حصل على جائزة أفضل مدونة مغربية لسنة 2012-2013، وصنفت ضمن أفضل 10 مدونات عربية حسب المركز الدولي للصحفيين ICFJ سنة 2013. وفي السنة الماضية، حصل أمين على الجائزة الفضية من يوتوب، وهو الموقع التقني الأول في المغرب والعالم العربي، ليكون أول مغربي يحقق هذا الإنجاز بعد تخطي عدد الاشتراكات بقناته على اليوتوب 300 ألف متابع، ويقول أمين ل«أخبار اليوم»: «وصلتني رسالة على بريدي الإلكتروني من طرف إدارة اليوتوب تخبرني بحصولي على جائزة التميز، وتشكرني على المحتوى الفريد من نوعه، لأتوصل بعد مرور ثلاثة أشهر بعلبة تحتوي على الجائزة ورسالة الإدارة». وبعد حصوله على هذا التتويج لم يكن هناك تغيير في ما يخص عدد المعلنين الذين يتعاملون مع مدونته، فحسب أمين، هم يهتمون بعدد المشاهدات والاشتراكات وحجم التفاعل أكثر من المحتوى. ويبث «المدون المحترف» كل منشوراته باللغة العربية. «أردت أن أساهم في إغناء المحتوى في مجال المعلوميات بلغة الضاد لأنه ضعيف»، ويأسف أمين على بعض التعليقات التي تتهمه بمحاولة الربح المادي، حيث يقول: «عندما كنت أبث موضوعاتي في البداية باللغة الإنجليزية لم أكن أسمع مثل هذه التعليقات». ويقوم أمين بتشغيل مدونين محترفين آخرين بشكل رسمي من أجل مساعدته على تنويع المحتوى، ويحرص على اختبار كفاءتهم وإتقانهم اللغة العربية. ويهتم أمين كذلك بمجال الطيران بدون طيار أو ما يسمى بLes drones، ويطمح إلى توسيع وتطوير مدونته ليستطيع أن يشغل عددا أكبر من المدونين، إضافة إلى إنشاء مشروع للتعليم الذاتي مع إحدى الشركات الكبرى.