تزامنا مع انطلاق عملية "عبور المضيق 2016″، يوم أول أمس الأربعاء، ووجود توقعات إسبانية ببلوغ عدد العابرين للمضيق هذا الصيف 3 ملايين مسافر، شددت مصالح الأمن والجمارك المغربية عمليات المراقبة والتفتيش في المعابر الحدودية التي تفصل المدينةالمحتلةسبتة عن الداخل المغربي، تخوفا من تسلل جهاديين إلى المملكة أو تهريب الأسلحة من طرف الخلايا الإرهابية. مصادر من شمال المغرب، استقت الجريدة تصريحاتها، وكذا موقع "الفارو تيجتال"، تحدثت عن الرفع من مستوى تشديد المراقبة من قبل الأجهزة الأمنية المغربية في معبر باب سبتة ابتداء من يوم أمس الأربعاء، مما أحدث حالة من الازدحام والاكتظاظ، وهو ما جعل عملية العبور العادية التي تستغرق 15 دقيقة تتأخر لساعتين أو أكثر، وهو الشيء الذي أكدته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي". محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، كشف ل"أخبار اليوم"، أن السلطات المغربية رفعت من حالة التأهب الأمني في معابر مدينة سبتة، تخوفا من تسلل جهاديين وأسلحة بأمر من قيادة داعش لاستهداف المملكة، قائلا: "تشديد المراقبة الأمنية بالمعابر الحدودية وعلى رأسها معبر باب سبتةالمحتلة، يأتي في إطار المخاطر المتعلقة بإمكانية تهريب الأسلحة من سبتة، والذي هو تجارة رائجة بشكل كبير وبيد الشبكات الإجرامية وتجار المخدرات، وإمكانية وقوعها بيد متطرفين أمر وارد"، مضيفا أن هناك تخوفات أخرى مرتبطة "بإمكانية هروب متورطين في الأحداث التي عرفتها أوروبا إلى المغرب وتوجيههم من طرف قيادة داعش لاستهداف أمن المملكة مستغلين الضغط على المعابر الحدودية خلال فترة الصيف". من جهتها، أرجعت وكالة الأنباء الإسبانية نقلا عن مصادر أمنية، ارتفاع حالة الازدحام والاكتظاظ في معبر باب سبتة يوم أول أمس الأربعاء، إلى المراقبة المشددة لمصالح الأمن والجمارك المغربية في مختلف نقاط التفتيش في المعبر، أدت إلى بلوغ طوابير السيارات التي تنتظر الدخول للداخل المغربي كيلومترا ونصف الكيلومتر، أي أن بعض المسافرين احتاجوا إلى ساعتين للعبور، في الوقت الذي لا يحتاج فيه الأمر في الوقت العادي سوى 15 دقيقة. وفي تصريح ل"أخبار اليوم"، أشار محمد وليدي، والي أمن تطوان، أنه من "الضروري أن يكون هناك تشديد للمراقبة"، مضيفا "معابر مدينة سبتة ومليلية تعرف تشديد المراقبة الآن وعلى طول السنة مخافة دخول بعض الأشخاص المشكوك فيهم". وبخصوص إمكانية وجود التخوفات من تسلل جهاديين أو أسلح من سبتة إلى المملكة بسبب العمل الإرهابي الأخير بباريس، واعتقال إيطالي مشتبه فيه بالمملكة، أكد محمد الوليدي أنه "ليست هناك تخوفات آنية، وأن الأمر يتعلق بعملية تفتيش روتينية تفرضها طبيعة المعابر".