لفظ ثمانية أشخاص أنفاسهم وأصيب 24 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة في حادثة سير جماعية مفجعة وقعت، مساء أول أمس الثلاثاء، في الطريق السيار الرابط بين مدينتي الدارالبيضاءوالجديدة على مشارف منطقة البير الجديد. وحسب مصادر دركية، فإن الحادثة وقعت قرابة الساعة السابعة وخمسة وأربعين دقيقة، على مستوى الطريق السيار الرابط بين البئر الجديد وأزمور(40 كلم شرق الجديدة)، بعد اصطدام حافلة لنقل المسافرين بسيارة خفيفة قرب باحة الاستراحة، بسبب الضباب الكثيف وانعدام الرؤيا. حادث الاصطدام نتج عنه اصطدامات أخرى للسيارات القادمة من البيضاء في اتجاه الجديدة بحافلة نقل المسافرين، التي كانت تؤمن رحلة عادية من الرباط باتجاه آسفي عبر الجديدة، لتشل حركة السير في هذا المقطع من الطريق السيار. ومما زاد في تأزم الوضع، توضح مصادرنا، توقف مسافرون آخرون كانوا على متن سياراتهم في الاتجاه المعاكس من الطريق لاستطلاع الأمر؛ مما أدى إلى سلسلة اصطدامات، همت 22 سيارة و3 شاحنات لنقل البضائع من الحجم المتوسط، وحافلتين لنقل المسافرين و3 شاحنات لنقل البضائع من الحجم الكبير (رموك)، فيما لقي ستة أشخاص مصرعهم في موقع الحادث، وتوفي شخصان آخران أثناء نقلهما إلى مستشفى مولاي عبد الله بمدينة الجديدة، كما أصيب 24 من ركاب الحافلة بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم دركي و5 شرطيين برتبة حراس أمن، كانوا يخضعون للتدريب في معهدي الشرطة ببواقنادل والقنيطرة. وأوضحت مصادرنا، أن هذا المقطع الطرقي من الطريق السيار ظل مغلقا في وجه حركة المرور منذ الساعة السابعة و45 دقيقة لحدود الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، وأن شركة «إسعاف الفرح» جندت 18 (ديباناج) لنقل السيارات ممن على الطريق إلى المحجز البلدي، بعد أن أصيبت معظمها بأضرار بليغة بسبب قوة التصادمات.وأوضح أحد العاملين في شركة «إسعاف الفرح»، في اتصال هاتفي، صباح أمس الثلاثاء، مع «أخبار اليوم»، أن عمال الشركة وجدوا صعوبات في نقل بعض السيارات المتضررة، بعد أن أصبحت عبارة عن كومة من الحديد، والتصقت مقدمتها بمؤخرتها جراء قوة الاصطدام، وزاد قائلا: «نسأل الله السلامة، لقد شاهدت سيارات أصبحت مجرد قطع خردة، وتألمت لمنظر الضحايا وهم ينتشلون من بين السيارات التي تحولت إلى قطع خردة، ولم تعد تصلح لشيء.» واستنفرت حادثة السير السلطات العمومية،خاصة رجال الدرك، الذين حلوا إلى مسرح الحادث، ليباشروا عملية إسعاف المصابين، ونقلهم على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، مع القيام بالمعاينات، كما أودعت المصالح الصحية جثامين الضحايا الثمانية مستودع حفظ الأموات بمدينة الجديدة.