بنحمزة: على وكيل الملك بالقصر الكبير أن يحرّك البحث ومكان هذا الكلام في المحاكم في ختام الجولة التي قام بها مجموعة من النواب البرلمانيون الشباب المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية، ألقى الكاتب الوطني للشبيبة، خالد بوقرعي، كلمة نارية بمدينة القصر الكبير حيث اختتمت القافلة، وجّه فيها المدفعية الثقيلة نحو خصوم الحزب وتجربته الحكومية. بوقرعي قال إن الأمانة العامة للحزب اتفقت على عدم الرد على "السفهاء"، لكنه قرّر أن يخرج ويردّ على الخصوم، معتبرا أن ذلك "ليس نقضا لما قرره الإخوان، لكن لان المغاربة ينتظرون أن ترد على بعض السفاهات، ولا بأس من الحديث أحيانا بنفس اللغة لكن بأخلاق عالية". ووجّه بوقرعي سيلا من الاتهامات الثقيلة ضد وزراء استقلاليين سابقين، هم كل من كريم غلاب وتوفيق احجيرة وياسمينة بادو، تتعلّق بما أسماه فسادا وتلاعبات في الصفقات... اتهامات قال الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، عادل بنحمزة، أنها ليست جديدة في خطاب قياديي حزب العدالة والتنمية، موضحا أن الهدف منها هو تطبيق استراتيجية إشغال الناس بقضايا جانبية عوض تقديم الحصيلة الحكومية. "أنا لا أفهم توجيه قادة هذا الحزب للاتهامات، علما أن وزير الداخلية هو تحت رئاسة أمينهم العام الذي يراس الحكومة، ووزير العدل ينتمي إلى نفس حزبهم، وبالتالي إن كانت لديهم أي اتهامات فليحركوا حولتها التحقيقات وينتهي الأمر لأن مثل هذه الاتهامات ليست كلاما لتنشيط المهرجانات الخطابية". وذهب بنحمزة إلى أن وكيل الملك بمدينة القصر الكبير، أصبح مطالبا بتحريك البحث في هذه الاتهامات، "إضافة إلى وزير العدل الذي يرأس النيابة العامة، لأن مكان هذا الحديث في المحاكم، أما الاستمرار في ترديده هكذا هو نوع من العبث وقتل للسياسة". بوقرعي وجّه أصبع الاتهام إلى وزراء استقلاليين سابقين، ممهدا لذلك بالقول إن وزراء العدالة والتنمية "منشغلون بلملمة ملفات الفساد التي أزكمت رائحتها الأنوف، وأبطالها وزراء سابقون وبرلمانيون سابقون مدراء مؤسسات عمومية سابقون". وانطلق بوقرعي من وزارة النقل والتجهيز، التي قال إن الرباح وبوليف يعملون فيها ليل نهار "لإرجاع الأمور إلى نصابها بعد أن مرّ منها وزراء اغتنوا، وأنا أطالب بفتح ملفات وزراء سابقين وقريبين من عهد الحكومة الحالية، بفتح ملفات الصفقات الكبرى التي كانت تفوّت لأصدقائهم ولمقربين منهم، وكيلومترات الطريق التي كانت توزع على الناس بمنطق حزبي وانتخابوي بئيس، آن الأوان لنطرح السؤال الذي طرحه الاستقلاليون ذات يوم، من أين لك هذا؟". ثم انتقل البرلماني الشاب إلى وزارة الإسكان، وقال إن تقارير لجمعيات محاربة الرشوة قدّرت ثروة وزيرها السابق بما بين 600 700 مليار، " من أين له هذا؟ ووزيرة ضحكت على المغاربة في جواب على شاشة التلفزة بسبب مرض الليشمانيا الذي أصاب منطقة الراشيدية، شرات جوج شقق بجوج مليار في باريس، ومتورطة في قضية اسمها اللقاحات الفاسدة، من أين لهم هذا؟ وهلم جرا والقائمة طويلة جدا جدا".
"نتحدى لشكر بالاحتكام إلى المجتمع" أول من شملتهم الخرجة القوية لزعيم شباب المصباح، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر. هذا الأخير وإن لم يرد ذكر اسمه في خطاب بوقرعي، إلى أن الإشارات كانت واضحة إلى تصريحاته الأخيرة في مؤتمر النساء الاتحاديات. "خرج علينا زعيم سياسي، أو أريد له أن يكون زعيما سياسيا، لأن الزعامة لها شروط وأولها المروؤة، وأنى للمروءة أن تجد طريقها إلى قلب هذا الرجل، قال إنه سيناضل من أجل أن تراجع مجموعة من الأحكام التي وردت على سبيل القطع في القرآن الكريم، وقال إنه سيعمل على ان يكون الرجل والمرأة متساويان في الإرث، وقال سيعمل على تجريم تعدد الزوجات، ونحن نقول إن الإسلام والدين خط أحمر، ولن نقف مكتوفي الأيدي على الإطلاق"، يقول بوقرعي، مضيفا أن الإسلام كرّم المرأة وأعطاها مكانة اعتبارية "وهي نصف المجتمع وقد صنعت لنا النصف الآخر، المرأة لا تهان، معززة مكرمة في بلدها وهي الآمرة الناهية في الأسرة، ونحن لا نحتاج إلى "رويبضات" في هذا الزمان لكي يعلموننا حقوق النساء". وذكّر بوقرعي بالمعارك التي دارت حول المرأة في بداية العقد الماضي، "ونعلنها كذلك من مدينة القصر الكبير، أننا سنتصدى لكل هذه الدعاوى، ونقول لهم بيننا وبينكم المغاربة، ويلا كنتو رجال خرجو للشارع المغربي، وهذه النقاشات التي تهربونها للبرلمان أو الصالونات المكيفة، أخرجوها إلى المجتمع المغربي، وأنا على يقين أنه سيرفضكم كما رفضكم في مناسبات سابقة".