كشف مبارك بودرقة الملقب "عباس"، احد قادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المنفى خلال سنوات الاحتقان السياسي في المغرب، ان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين اقترح في منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي على الكاتب الصحافي الراحل باهي محمد تولي منصب رئيس "الجمهورية الصحراوية"، التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد بدعم من الجزائر وليبيا ، وهو المنصب الذي آل في ما بعد لمحمد عبد العزيز الذي توفي اخيرا بعد مرض عضال ألمّ به . وأضاف بودرقة، الذي كان يتحدث مساء الجمعة في لقاء نظم في الرباط إحياء للذكرى العشرين لرحيل الصحافي باهي محمد، الذي وافته المنية في يونيو 1996، انه حسب شهادات بعض من جيل الراحل فإن عرض الرئيس بومدين جاء باقتراح من عبد العزيز بوتفليقة الذي كان آنذاك وزيرا للخارجية سنة 1975، وهو الأمر الذي رفضه باهي بعد رجوعه الى باريس التي كتب منها رسالته الشهيرة التي قال فيها:" لا تجعلوا لينين في خدمة فرانكو " . و سلط بودرقة، وهو أُحد رفاق درب باهي، الأضواء على البعد الوطني والوحدوي في شخصية باهي ، المنحدر من الجنوب، والذي قاوم إغراءات ومحاولات التوريط في متاهات الطروحات المناوئة للوحدة الترابية للمملكة، واختار طوعا أن يكون رجلا وطنيا مغربي الانتماء والهوية. من جهته، قال عبد الرحمن اليوسفي، رئيس الوزراء المغربي الأسبق، إن الصحافي والكاتب والمناضل الراحل باهي محمد كان في مقدمة مؤسسي الممارسة الصحافية المعاصرة في المغرب، وظلت كتاباته في الصحف الوطنية من أكثر وأعمق الكتابات في المتن الصحافي المغربي. وذكر اليوسفي ان لحظة احياء ذكرى رحيل باهي "الولد المرابطي الشنقيطي الشهم الشامخ" تعد "وقفة وفاء واعتزاز باستعادة الصحافي الكاتب والمناضل الفذ باهي محمد حرمة في ذكرى رحيله العشرين، وتجديد الثقة في رصيده وتاريخه المكتوب والشفوي، والامتنان بفضله على المغرب وحركته الوطنية، وإسهامه الواسع العميق في الحركة الوطنية الديمقراطية، وإثراء وتطوير سيرورة الممارسة الصحافية الملتزمة في المغرب وفي المغرب الكبير، وفي الامتداد العربي كله". بدوره، نوه عبد الله ساعف، رئيس مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، بالعمل والجهد الكبير المتمثل في تجميع وإصدار جزء من الأعمال الصحفية للراحل باهي محمد، "وخاصة (رسالة باريس) التي عاش تجربتها، عبر استمرارية مثيرة وفريدة، جيل كامل، وشكلت أرضية للنقاش المغذي للحقل السياسي الوطني". وسجل ساعف أن كتابات الراحل باهي ، والأجناس الصحافية التي كان يمارسها تنضح بمرجعية فلسفية وفكرية وقراءات معمقة لم تفقد راهنيتها إلى اليوم. عن إيلاف