اصطدام عنيف حدث بين شبان وعناصر الدرك الملكي المرابطة بشاطىء «فم الواد» القريب من مدينة العيون عاد بهذه الأخيرة إلى أجواء الاحتقان. عادت أجواء التوتّر والاحتقان، لتخيّم على مدينة العيون وضواحيها في اليومين الماضيين، بعد اصطدام عنيف حدث بين شبان وعناصر الدرك الملكي المرابطة بشاطىء «فم الواد» القريب من المدينة. اصطدام تحوّل إلى مواجهات استدعت تعزيز قوات الدرك الملكي واستقدام مجموعات من عناصر التدخل السريع التابعة للقوات المساعدة، لمواجهة شبان غاضبين ومرددين لشعارات انفصالية مرفوقة برفع أعلام جبهة البوليساريو. المواجهات أسفرت حسب مصدر محلي مسؤول، عن إصابة أربعة عناصر للدرك الملكي، وعنصرين من القوات المساعدة، تم نقلهم إلى المستشفى العسكري للمدينة، حيث خضعوا للعلاج وغادروه. فيما لم يتم رصد أي حالة إصابة في صفوف الشبان المتظاهرين، حيث لم تستقبل مستشفيات المدينة أيا منهم. بداية الاشتباك تعود إلى حوالي الساعة الثانية من ليلة السبت إلى الأحد، في وقت يشهد فيه الشاطئ الذي يبعد بنحو 25 كيلومترا عن مدينة العيون، وجودا مكثّفا لسكان المدينة، حيث يعمدون إلى الانتقال بسياراتهم في حدود منتصف الليل، حاملين معدات إعداد الشاي، ويَعقِدون جلسات عائلية بالقرب من الشاطئ بحثا عن رطوبة الهواء القادم من جهة البحر. «في تلك الأجواء التي يغص فيها الشاطئ بالزوار، اندلعت شرارة المواجهة بين عناصر الدرك المرابطة في مركز دائم يتولى حراسة الشاطئ، ومجموعة من الشبان إثر خلاف نشب بينهما»، يقول مصدر محلي مطلع. أسباب اندلاع المواجهة التي ستتحول إلى صراع عنيف واجهت فيه القوات العمومية احتجاجات ذات طبيعة سياسية، تعود حسب مصادر من عين المكان، إلى اندلاع النيران في سيارة أحد الموجودين في الشاطئ، وهي النيران التي التهمت السيارة دون أن يحدث أي تدخّل لإطفائها. «مشهد النيران هذا أثار الشبان الموجودين في الشاطئ، وهنا تختلف الروايات، بين من يقول إن عناصر الدرك هي من تدخّلت لتفريق التجمهر الذي رافق الحريق، ومن ثم اندلعت المواجهة، وبين من يقول إن شبانا توجّهوا إلى مركز الدرك مطالبين عناصر بالتحرّك للمساعدة في إطفاء النار، وهو ما أدى إلى صدور عبارات مسيئة من أحد الطرفين، ومن ثم اندلاع المواجهات. مصدر حقوقي موثوق، قال ل» اليوم 24» إنه انتقل يوم الأحد، أي غداة اندلاع تلك المواجهات، ليقف على تجدّد الاشتباكات، «حيث وقفنا بالفعل على تعرّض القوات العمومية للرشق بالحجارة، ومطاردة هذه الأخيرة، في دروب المدينة القريبة، الشبان الذين يعمدون إلى الضرب بالحجارة». المصدر نفسه قال إن «ما يمكن مؤاخذته على السلطات العمومية في المقابل، هو أن التدخل الذي جرى ليلة السبت إلى الأحد، شمل الجميع بما في ذلك العائلات التي ذهبت إلى هناك للاستمتاع وشرب الشاي، مما أثار حالة من الاستياء في نفوس المواطنين». أجواء التوتّر والترقب عادت لتخيّم على مدينة العيون في الأيام القليلة الماضية، حيث صدرت عدة إشارات تحريضية من جانب جبهة البوليساريو ومنابرها الإعلامية وما تسميه وزارة ل»الأراضي المحتلة». وزاد وصول وفد من الشبان الإسبان المتحدرين من إقليم الباسك، والحاملين للفكر الانفصالي داخل إسبانيا نفسها، من درجة الترقّب، حيث قام ما يعرف ب»انفصاليي الداخل» باستقبال الوفد الباسكي وتنظيم أنشطة مكثفة له بالمدينة ومدن صحراوية أخرى، في محاولة لإعادة تعبئة المتظاهرين والدخول في اصطدام مع القوات العمومية. هذه الاخيرة أقدمت يوم الأربعاء المنصرم على اعتقال أحد النشطاء المحليين المتخصصين في الحرب الإعلامية، بينما كان يهم بمغادرة العيون باتجاه مدينة السمارة. اعتقال لم يدم أكثر من 24 ساعة، خضع خلالها الناشط الانفصالي للتحقيق بمقر ولاية الأمن، دون أن تصدر عنه أو عن عائلته أي ادعاءات بسوء المعاملة أو التعذيب.