كشف تحقيق مثير نشرته صحيفة "إلموندو" الإسبانية، اليوم الاثنين، تحت عنوان "هكذا تتاجر المافيات بالسوريين في حدود مليلية"، عن معطيات وأرقام جديدة بخصوص تهريب البشر بالشمال المغربي، مشيرا إلى أن اللاجئين السورين الفارين من بطش نظام بشار الأسد وفضائع أبي بكر البغدادي يضطرون إلى دفع 13000 درهم للاجئ الواحد، وحوالي 130000 درهم للأسرة، لمافيات التهريب مقابل ضمان "ممر" آمن إلى المدينةالمحتلة مليلية. كما أن بعض الأسر السورية تدفع بشكل مستقل ما بين 4000 و7000 درهم للمافيات لتهريب أطفالها إلى مليلية، لكي يضمنوا هم أيضا حق الالتحاق بهم. في هذا الصدد، أشار التحقيق أيضا إلى أنه "على الرغم من أن إسبانيا ستبدأ في الأيام المقبلة في استقبال 586 لاجئا سوريا قادمين إليها من اليونان وإيطاليا وتركيا ولبنان، إلا أن هنالك مواطنين سوريين آخرين ينتظرون في مدينة الناظور المغربية دورهم من أجل الدخول إلى إسبانيا"، مضيفا أن الدخول عبر الشمال المغربي "أمر سهل" من خلال انتحال صفات مواطنين مغاربة أو الاختباء في تجويفات محدثة داخل السيارات التي تتنقل بين مليلية والداخل المغربي. أكثر من ذلك، فالتحقيق أرجع السبب الرئيس للجوء السوريين لدفع مبالغ مالية كبيرة إلى مافيات التهريب، إلى تشديد السلطات المغربية المراقبة والحراسة على الحدود في وجه السوريين، مما يجبرهم على البحث عن طرق أخرى. التحقيق عزز الأرقام التي قدمها بتوثيق شهادات لاجئين سوريين دفعوا مبالغ كبيرة، سواء من أجل الدخول إلى المغرب عبر الحدود الجزائرية، أو من أجل التسلل من مختلف المعابر الحدودية إلى مدينة مليلية، في هذا الإطار أوضح لاجئ سوري يدعى عيسى (30 عاما) أنه دفع للمهربين المغاربة حوالي 13000 درهم لمساعدته على الولوج إلى مليلية، مضيفا أن الرحلة من تركيا إلى مليلية مرورا بالجزائر والمغرب كلفته أكثر 260000 درهم؛ في حين أوضحت لاجئة سورية تسمى "أمال" أنها اضطرت لدفع 4000 درهم لشبكات التهريب لعبور الحدود الجزائرية المغربية، غير أنها كانت مضطرة لدفع أكثر من 44000 درهم لمافيات التهريب بالمغرب للدخول إلى مليلية رفقة أطفالها الصغار. لكن الرقم الأكثر إثارة هو الذي تحدث عنه لاجئ سوري يدعى عامر كان مجبرا على دفع 130000 درهم للمهربين المغاربة لإيجاد "مدخل" آمن إلى مدينة مليلية رفقة 15 من أفراد عائلته.