بمئذنة تصل إلى ارتفاع 265 متراً -وهي الأطول في العالم- فضلاً عن 20 ألف متر مربع كقاعة للصلاة قادرة على استيعاب أكثر من 120 ألف مصلٍّ، تبني الجزائر حالياً أحد أكبر الجوامع في العالم الذي يقول المسؤولون، إنه سيكون بمثابة حاجز أمام الإسلام المتشدد وتتويجاً لإرث الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. يُبنى جامع "الجزائر الأعظم" قبالة الخليج الجزائري الخلاب كجزء من مجمع سيضم مكتبة تحتوي على أكثر من مليون كتاب ومدرسة قرآنية ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي، حسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 6 ماي 2016. يقع المجمع بين منطقة جذب سياحي مستقبلية وأحياء الطبقة العاملة، التي كانت يوماً ما معقلاً للمتطرفين الإسلاميين. عانت الجزائر من الحرب الأهلية عام 1990 بين الحكومة والإسلاميين الذين قتلوا أكثر من 200 ألف شخص. وبعد أكثر من عقدين، لا تزال الجماعات المسلحة نشطة في بعض مناطق الجزائر، وقد ضربت البلاد عدة هجمات مدمرة، زعم تنظيم القاعدة أنه مسؤول عنها. وقال أحمد مدني، مستشار وزير الإسكان المسؤول عن البناء الذي تنفذه شركة صينية، "لقد اتهمنا البعض بأننا نبني معبداً للمتطرفين، لكن على العكس، سيكون هذا الجامع ضربة قوية للمتطرفين المعادين لهذا المشروع". من المقرر أن يكتمل بناء الجامع عام 2017، وقال مدني"هذا الجامع بمثابة شعار للإسلام المعتدل في الجزائر ودرع ضد كل أشكال التطرف". ووفقاً لمدني، فإن المسؤولين في الجزائر كانوا يدرسون فكرة بناء مسجد ضخم منذ عام 1962، العام التي أعلنت فيه الجزائر استقلالها عن فرنسا. وتابع مدني "بدأ تحول الحلم إلى حقيقة" بعد انتخاب بوتفليقة المعروف بتدينه وإخلاصه للفن والثقافة الإسلامية. الرئيس ذو ال79 عاماً ظل على مقعد الحكم منذ 1999. وحظي باحترام الكثيرين لدوره في إنهاء الحرب الأهلية، ولكن المعارضين وجماعات حقوق الإنسان تتهمه بالاستبدادية. واستطرد مدني بقوله "لن يكون الجامع داراً للعبادة فقط، بل سيكون مكاناً تتعزز فيه الروابط بين الإيمان والثقافة، وذلك بفضل المكتبة الحديثة والمدرسة القرآنية التي ستكون مفتوحة أمام 300 طالب تقريباً". يذكر أنه يوجد في الجزائر الغنية بالنفط أكثر من 30 ألف مسجد. وقال وزير الإسكان الجزائري عبد المجيد تيبون، إن العمل في جامع الجزائر الأعظم والذي سماه البعض "جامع بوتفليقة"، بدأ في عام 2012 وقتما كانت أسعار النفط مرتفعة. بعد ذلك بأربع سنوات، تواجه الجزائر نقصاً في العائدات وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي بسبب تراجع أسعار النفط. تقدّر تكلفة بناء الجامع ب1.4 مليار دولار في ظل انتقادات بأن تلك التكلفة ضخمة بشكل يثير الدهشة وكان ينبغي استخدام تلك الأموال في بناء المستشفيات وتحسين الرعاية الصحية. وقال مهندس معماري في المشروع "معظم الأعمال لم تنتهِ بعد ونحتاج لكثير من الوقت لإكمال كل شيء"، مشيراً إلى التركيبات الفنية بما فيها الزخارف الجدارية. سيتم تجهيز المسجد بألواح شمسية ونظام متطور للاحتفاظ بمياه الأمطار التي سيعاد تدويرها لاستخدامات أخرى. خبراء حذروا من انيهياره غير أن الخبراء حذروا من خطر انهيار المسجد نتيجة لإحدى الزلازل، حيث تقع الجزائر على مفترق لوحين أرضيين كبيرين وكثيراً ما يصابا بالزلازل خاصة على طول ساحر البحر الأبيض المتوسط. وقال خبير الزلازل عبد الكريم شلغوم، إن الدراسات الزلزالية التي أجرتها شركة ألمانية قللت من احتمالية وقوع زلزال يؤدي إلى انهيار المسجد. فيما نفى مدني هذا الأمر قائلاً إنه تم وضع آلية قادرة على امتصاص حركة الأرض، وتقليل أثر زلزال قوته 9 درجات إلى 3.5 درجات فقط.