حددت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء NASA، موعد ظاهرة فلكية نادرة الحدوث، وذلك يوم الاثنين القادم الموافق 9 مايو، والتي يشهدها بعض سكان بعض الدول والتي من بينهم المملكة المغربية، وهي ظاهرة عبور كوكب عطارد لقرص الشمس. ويُقصد بهذه الظاهرة، الفترة التي يعبر خلالها كوكب عطارد بي الشمس وكوكب الأرض، حيث يظهر كنقطة سوداء صغيرة تمر ببطء من جهة الشرق إلى الغرب، وهي الظاهرة التي لا تحدث إلا في شهري مايو ونوفمبر بالتبادل. ويشهد الظاهرة بجانب المغرب، سكان قارة أسيا ما عدا اليابان، وقارة أوروبا، وقارتي أمريكا الشمالية والجنوبية، وجزر المحيط الهادي، وشمال قارة إفريقيا، حيث تستمر الظاهرة لمدة 7 ساعات ونصف الساعة، ويظهر كوكب عطارد كنقطة سوداء على الجانب الأيسر العلوي من الشمس ثم يتحرك تدريجيا إلى الجانب الأيمن، وتنتهي الظاهرة مع غروب الشمس. ويبدأ الوطن العربي في مشاهدة الظاهرة من مدينتي "أبو ظبي" و"مسقط" في تمام الساعة الثالثة و11 دقيقة بتوقيت الإمارات، ثم مدينة "الرياض" في الساعة الثانية و11 دقيقة، يليها مدينة "بيروت" الظاهرة في نفس الوقت أيضا، ثم تشاهده باقي الدول العربية بالترتيب التالي: مصر، ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا. ولحماية العين من أضرار أشعة الشمس المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن خطورة قرب كوكب عطارد من الشمس، يفضل عدم متابعة تلك الظاهرة بالعين المجردة، بل يجب أن تتابعها بواسطة المناظير الفلكية الخاصة المزودة بالمرشحات الشمسية، أو بإسقاط صورة الشمس بواسطة منظار على ورق أبيض. ومن الجدير بالذكر أن جمعية الرباط لعلم الفلك، أعلنتْ أنها ستواكب الحدث من خلال تمكين الراغبين في مشاهدته، حيث تضع مناظير خاصة لمشاهدة الحدث رهن إشارة تلاميذ المدارس، وعموم المواطنين، يوم الاثنين ابتداء من الساعة الرابعة عصراً، بساحة ضريح محمد الخامس بالرباط. من الخصائص التي تُميز كوكب عطارد: أن أول من رصد مروره أمام الشمس، العالم الفلكي "بيير جاسندي"، وذلك في العام 1631. وفي عام 1974 أرسلت الولاياتالمتحدة، أول مسبار لاستكشاف عطارد، وحمل اسم "مارينر 10″، ثم أرسلت المسبار "مسنجر"الذي أنهى مهمته في العام 2015 وتحطم على سطح الكوكب. ويبعد عطارد عن الشمس بمسافة تقدر ب 57.900 كيلو متر، ويمثل نسبة 40% من سطحه فوهات بركانية، ونسبة 42%من حجمه نواة حديدية ضخم، وليس له أقمار. واليوم على سطحه يزيد عن ضعف عام عليه، لذلك نجد العام على سطحه يصل إلى نحو 88 يوما، بينما يدور كوكب عطار حول نفسه في مرة كل 176 يوما أرضيا، وهذه المدة تسمى عاما عليه، ومن هنا يتضح أن اليوم يزيد عن ضعف السنة على سطح هذا الكوكب.