في حي الواد، منطقة العيايدة في مدينة سلا، يكفي أن تسأل المارة عن منزل "الشوافة" ليدلك عليه بسرعة، فعنوان البيت "أشهر من نار على علم"، بحكم أن صاحبته كانت وجهة لكل الباحثين عن "أعمال السحر والشعوذة" لفترة من الزمن. وصار "حي الواد"، الموجود على أطراف مدينة سلا، أكثر شهرة على الصعيد الوطني بعد محاولة مجموعة من الشباب اقتحام بيت المرأة التي"عرفت بممارسة أعمال الشعوذة والسحر في حيهم"، الأمر الذي أثار جدلا واسعا. وكانت الحكاية قد بدأت بمشادة كلامية مع تلاميذ، كانوا خرجوا لتوهم من المدرسة، يوم الخميس الماضي، حسب رواية جيران المعنية بالأمر ل"اليوم 24″، إذ تصادف مرورهم أمام منزلها، مع خروج قط منه من دون أن تنتبه إليه، حيث كانت منشغلة بالتنظيف. ودفع الفضول الشبان إلى الامساك بالقط، ليكتشفوا أن فمه مخاطا.. هذا الأمر لم يرقهم ففكوا الخيوط عن فمه، ليكتشفوا صورة شاب تعرف عليه بعضهم، وهو "دركي". وبمجرد اكتشاف هذا الأمر عاد الشبان إلى منزل "الشوافة" ليدخلوا في مشادة كلامية معها حيث تلقوا وابلا من السب والشتم"، بحسب رواية مصادر متطابقة. وتصادفت هذه الأحداث مع خروج تلاميذ المدارس القريبة من المنزل المذكور، ما سهل تجمهرهم أمامه، ومحاولة اقتحامه، كما أظهر ذلك فيديو نشر على اليوتيوب، إذ اضطرت المرأة إلى الاحتماء بمنزلها لتطلب تدخل الشرطة فيما بعد. وحل رجال الأمن بعين المكان بسرعة، إلا أن الأمر تطور إلى احتجاجات كبيرة ومحاولة هجوم على بيت "الشوافة"، حيث لاذ الكثير من المتورطين في هذه الواقعة بالفرار، فور وصول عناصر الشرطة، حسب ما أكدته مصادر أمنية. وصول رجال الأمن إلى المنطقة جعل العديد من الجيران "يتخلصون من عقدة الخوف"، ويتقدمون بشكايات في حق المعنية، "هي ساكنة هنا 3 سنين دابا، والناس داخلين خارجين عندها، ومن طبقات راقية"، يروي أحد الجيران ل"اليوم 24″، مضيفا "كنا متضررين من هذا الأمر، لكن لم نقو حينها على الكلام"، مضيفا أن الجيران كانوا يخشون "أذى" المعنية إن تقدم أحد منهم بمفرده بشكاية ضدها. وتابع المتحدث نفسه "لكن عندما وقع ما وقع، صار من غير الممكن السكوت، بحكم أني جار المعنية بالأمر، وتعرض منزلي لأضرار عديدة بسببها "هرسو لي مكانة الضو"، وأصيبت زوجة ابني بجروح"، موضحا أنه سيدلي بأقواله حول الواقعة أمام المحكمة، يوم غد الاثنين. وتنوجد "الشوافة" الآن تحت الحراسة النظرية، بسبب ممارستها ل"أنشطة محظورة"، بعد وضع أكثر من ست شكايات في حقها من طرف جيرانها، في انتظار إنهاء المسطرة، وإحالة المتهمة على القضاء. اعتقال المعنية بالأمر، ومغادرة أبنائها للمنزل لم يشف غليل الكثيرين من سكان الحي، حيث أكد كثير منهم أنها إذا عادت "لن تمر الأمور على خير"، لأنهم "ضاقوا ذرعا بالسمعة السيئة التي جلبتها غلى الحي".