سحب الفنان الأمريكي "روبرت دي نيرو"، الفيلم المثير للجدل Vaxxed الذي يتحدث عن وجود علاقة بين عقاقير تطعيم الأطفال ومرض التوحد من مهرجان تريبيكا السينمائي. وذلك بعد استشارة العلماء المختصين وإقرارهم بعدم صحة ما جاء بالفيلم. في البداية دافع دي نيرو، وهو نفسه والد طفلٍ مصاب بالتوحد، وأحد مؤسسي مهرجان تريبيكا السينمائي عن عرض فيلم " Vaxxed: from Cover-Up to Catastrophe" بالرغم من احتجاج الأطباء والباحثين، حسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد 27 مارس/آذار 2016. العديد من الدراسات التي شارك فيها أكثر من مليون طفل، كانت قد كشفت عدم وجود دليل يربط بين التطعيمات التي تُعطى الأطفال في فترة الطفولة وبين مرض التوحد، لكن قلة محدودة من الناشطين لا يزالون يعتقدون أن اللقاحات قد تضر الأطفال بطريقة أو بأخرى. من جانبه أصدر دي نيرو أمس السبت بياناً يوضح فيه قراره الجديد حيث قال "لقد كان قصدي من عرض الفيلم هو فتح الباب للنقاش حول قضية هي شخصية ومهمة بالنسبة لي ولعائلتي". وأضاف "لكن بعد مناقشات جرت بين فريق مهرجان تريبيكا، وأشخاص في المجتمع العلمي، توصلنا إلى أن الفيلم لا يساهم أو يعزز من المناقشات التي كنت أطمح أن تكون حول مرض التوحد". وتابع "إن المهرجان لا يتجنب أو يخجل من المناقشة، لكن لدينا مخاوف من بعض الأمور في هذا الفيلم، مما يجعلنا نشعر بالحاجة إلى منعه من العرض في برنامج المهرجان. لذا قررنا مسحه من جدول العرض". يذكر أن الفيلم المثير للجدل من إخراج أندرو ويكفيلد، الطبيب البريطاني السابق سيئ السمعة، والذي نشر دراسة في عام 1998 ادّعى فيها وجود علاقة بين لقاحات مرض الحصبة والغدة النكافية والحصبة الألمانية ومرض التوحد. وقد عُثر على العديد من المغالطات في أوراق البحث ووصف من قبل المجلة الطبية البريطانية بأنه "تزوير متقن". وكانت مجلة "لانسيت" التي نشرت الدراسة تراجعت عنها في عام 2010 وهي نفس السنة التي فقد ويكفيلد فيها رخصة ممارسة الطب في المملكة المتحدة. وظهر ويكفيلد في مقدمة صغيرة للفيلم، وادعى أن مراكز علاج الأمراض والوقاية منها أخفت دليلاً يدعم مزاعمه المشكوك فيها، وتساءل "هل أولادنا بعيدون عن الخطر" وذلك مع عرض صورة لأدخنة تحيط بحقنة التطعيم. وقد حض علماءُ بارزون وصانعو السينما المهرجانَ على مسح الفيلم، مشيرين أنه بعرض دي نيرو للفيلم في مهرجانه ذي السمعة الجيدة، فهو بذلك يُشرِّع ادعاءات ويكفيلد.