طالبت جمعيات نسائية الحكومة بالتسريع بإصدار قانون مناهضة العنف ضد النساء،وفق المعايير الدولية،بشكل يراعي مقترحات الجمعيات النسائية ضمن تحالف «ربيع الكرامة»، بإخراج هيئة المناصفة، وعدم التمييز المنصوص عليها في الدستور، وتوفير شروط تفعيلها. و قدم مرصد «عيون نسائية «، صباح أمس الثلاثاء، تقريرا جديدا يتضمن أرقام صادمة حول العنف الممارس على النساء في المغرب سجلت برسم سنة 2012، إذ تم رصد 44642 حالة عنف ممارس ضد 5542 امرأة، تتراوح أعمارهن مابين 15 و38 سنة، بمعدل 8 أفعال عنف مختلفة. أغلبية ضحايا العنف حسب قاعدة بيانات المرصد، ينتمين إلى المجال الحضري بنسبة 76 في المائة ، متبوعات بنسبة 10في المائة منهن في الوسط شبه الحضري،بينما تشكل القرويات نسبة 14 في المائة. وحسب المرصد،فإن أغلبية النساء المشتكيات يفدن من أحياء شعبية أو متوسطة،47 في المائة منهن يقطن في منازل تقليدية و30 في المائة منهن يسكن في شقق. أما بالنسبة للوضعية العائلية للنساء المعنفات الوافدات على مراكز الاستماع،فإن المتزوجات يشكلن نسبة 55 في المائة، تتبعهن الأمهات العازبات بنسبة 28 في المائة، فالمطلقات بنسبة 6 في المائة، ثم الأرامل بنسبة 20 في المائة. وقالت نجاة الرازي،رئيسة الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، إن العنف ضد النساء أصبح يهدد الحق في الحياة،مشيرة إلى أن الأرقام التي كشف عنها مركز»عيون نسائية» تبقى مجرد حالات يومية للعنف المتكرر ضد النساء ممن تتوصل مراكز الاستماع بشكايات الضحايا، في حين يستمر العنف ضد النساء المقترن بالقرابة ،المتسامح مع مرتكبه المستفحل في غياب الإفلات من العقاب. وحسب الأرقام المقدمة في الندوة الصحفية التي نظمها المرصد المغربي للعنف»عيون نسائية»، فقد لقيت العام الماضي ستة نساء حتفهن جراء العنف،فيما تعرضت 47 امرأة للحرق،وأصيبت 23 من النساء المعنفات بعاهات مستديمة. كما أجهضت 35 امرأة جراء العنف الممارس ضدهن،وتعرضت 413 منهن لحالات اغتصاب زوجي،فيما أصيبت 35 امرأة بأمراض جنسية ،واضطرت 36 أخرى لامتهان الدعارة، وأصبحت 688 امرأة بدون مأوى. وتقدمت تزامنا مع الندوة الصحفية، شهادات صادمة لأقارب نساء تعرضن للعنف والقتل من طرف الأقارب والغير، مثل: حالة الهالكة المسماة قيد حياتها مليكة الراضي التي تعرضت للعنف الزوجي لتلقى حتفها قبل 3 سنوات خلت بمنزل زوجها في منطقة زاوية سيدي اسماعيل (45 كلم غرب الجديدة)،وروت أختها زهور الراضي قصة مؤلمة للضحية الأم لخمسة أبناء والمتزوجة من رجل لمدة 26 سنة، قبل أن تفارق الحياة متأثرة بعنف زوجها، وتظل عائلتها تجوب ردهات المحاكم أملا في إنصافها. كما أفادت سيدة قدمت بمعية زوجها من مدينة الناظور بقصة مؤلمة، وهي تتحدث عن ابنته(ج)،مضيفة بصوت متحشرج، أن ابنتها التلميذة غادرت منزل الأسرة بمعية صديقتين لها لشراء أدوات الدخول المدرسي دون أن ترجع للمنزل،ورغم الاتصالات المتكررة للأم بالهاتف النقال لابنتها، فإنها لم تتلقى أي رد لحدود الساعة الخامسة صباحا، عندما أخبرها دركي على الهاتف بضرورة الانتقال للمستشفى،لتكتشف فيما بعد، أن انبتها تعرضت للتخدير والاغتصاب من طرف شخص يتاجر في الممنوعات بمدينة الناظور،ملتمسة من الجمعيات النسائية مساندتها في محنتها مع القضاء أملا في أن يلقى مغتصب وقاتل ابنتها جزاءه.