وجه صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون انتقادات لاذعة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في أعقاب تصريحاته الأخيرة حول قضية الصحراء. مزوار، الذي كان يتحدث خلال اجتماع مشترك للجنتي الخارجية في غرفتي البرلمان، اليوم الجمعة، كشف تفاصيل تخص الاستعدادات لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة للمغرب، حيث أكد أن المغرب حدد موعدين لهذه الزيارة خلال شهري نونبر ويناير الماضيين، إلا أن كي مون عمل على إلغاء هذين الموعدين بمبررات تخص التزامات عاجلة طرأت على أجندته. الموعد الثالث الذي تم تحديده لزيارة المسؤول الأممي كان هو شهر مارس، وهو التاريخ "الذي لا يتناسب مع الأجندة الملكية"، يوضح مزوار، الذي قال بأنه التقى كي مون شخصيا في لندن لشرح هذا المعطى، "وأكدت له أن التاريخ لا يناسب الملك وأنه علينا أن نتفق على موعد آخر، وقدمت اقتراحا لتاريخ جديد"، يقول الوزير مضيفا "كما أوضحت أن الزيارة لها طقوسها وثوابتها ولا يمكن فرض جدولة معينة على رئيس دولة"، وفق ما جاء على لسان مزوار. "إلا أنه وعوض البحث عن تاريخ مناسب للطرفين ،بادرت الامانة العامة للأمم المتحدة لتقسيم الزيارة على مرحلتين هلى عكس ارادة المغرب، المرحلة الاولى تسمل موريتانيا والجزائر والثانية في وقت لاحق "، يبرز الوزير، الذي أكد أن رد المغرب على ذلك كان هو " رفض منطق تقسيم الجولة، وهو ما ينبع من سبب أساسي أن ما بين المرحلتين سيقدم الأمين العام تقريره أمام مجلس الامن شهر أبريل المقبل، و قلنا انه لا يمكن ان يكون التقرير جزئيا وبالتالي منحازا لانه سيكون منحصرا على رحلته للبلدين الجارين وانطباعاته الجزئية". معطى آخر تسبب في غضب المملكة هو برمجة زيارة للمسؤول الأممي لمنطقة "بير لحلو" العازلة، والتي بررتها الأممالمتحدة بحسب المتحدث بكونها ستشمل فقط "زيارة لموقع البعثة الاممية وفريق نزع الالغام التي يعمل بها"، وهو ما حذر المغرب منه بالتأكيد على "حساسية هذه الزيارة لطابع المنطقة من اقاليمنا وامكانية استغلالها لاضفاء الشرعية على المزاعم المغلوطة للأطراف المناوئة للمغرب". إلى ذلك، شدد مزوار على ان "المغرب لاحظ باستغراب ان بان كي مون استسلم لضغوط الأطراف الاخرى من خلال فرض الامر الواقع وخرق الالتزامات المكتوبة، وسمح بأن يتم استغلاله بشكل مفضوح لاضفاء المصداقية على المزاعم المغلوطة للاطراف الاخرى". وتابع مزوار قائلا أن الأمين العام للأمم المتحدة خالف الأهداف المعلنة لزيارته، "وتخلى عن الحياد والموضوعية ليس من خلال التصريحات فقط، بل من خلال اشارات رمزية خطيرة من قبيل الانحناء امام راية الجمهورية الوهمية ورفع شارة النصر"، وكذا " حضور قادة البوليساريو الى جنبه وهو تساهل مدان مع دولة وهمية"، هذا إلى جانب "استعماله لمصطلح خطير هو الاحتلال، للاشارة إلى استعادة المغرب لاراضيه في الصحراء". واعتبر مزوار أن ما در من بان كي مون "تجاوز لموقعه ودوره في الملف"، يقول مزوار قبل أن يضيف "وبدل أن يجدد مساعي الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف تحول إلى شاعل للنار في منطقة هادئة تتحمل الامم المسؤولية للوصول الى حل سياسي". علاوة على ذلك، شدد الوزير على أن "الأمين العام خرق الاتفاق مع الملك ولم يلتزم بمضمون المكالمة التي أجراها مع الملك"، وفق المتحدث نفسه، والذي أضاف "ما حدث مس بجوهر الاممالمتحدة والقانون الدولي في هذا المجال له تبعات بالنسبة لموقف المغرب".