أشار تقرير أمني إيطالي حديث، إلى أن التنظيمات الإرهابية في ليبيا تشتري الأسلحة بواسطة أموال تجنيها من المتاجرة في المخدرات التي يتم تهريبها من شمال المغرب، وذلك من عائد القيام بعمليات تهجير غير شرعية إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل الليبية. وأوضح التقرير الذي نشرته صحيفة "لاريبوبليكا" واسعة الانتشار، بأن فريقاً أمنياً بمدينة باليرمو يقوم بتحقيقات لتفكيك شبكات التهريب التي تقوم بعمليات تجوب البحر المتوسط منذ عامين يقودها أشخاصا غالبيتهم من الليبيين، مُشيرة إلى توصل قسم الشرطة المالية في المدينة إلى معلومة وُصفت بالمؤكدة صادرة عن أحد الأجهزة الاستخباراتية بإحدى دول شمال أوربا، تُفيد بوجود حركة غير عادية تجري بميناء الناظور في المغرب، والذي كان من المرتقب أن تنطلق منه باخرة محملة بكميات من مخدر "الشيرا" متوجهة إلى ليبيا. وأوضح التقرير إلى وجود ما يشبه "طريقا سيارا" في البحر أنشأه تجار المخدرات، نقطة انطلاقه السواحل الشمالية المغربية، بل وفي أحيان أخرى سواحل مدينة الدارالبيضاء، يمر بوهران الجزائرية ليصل إلى الموانئ الليبية وبالضبط إلى طبرق، حيث يُستخدم هذا الطريق في نقل أطنان من المخدرات بواسطة السفن واليخوت وبواخر الصيد، وذلك في رحلات مستمرة وبشكل كثيف يجعل المراقبة صعبة جدا، بالرغم من أن السلطات الإيطالية استطاعت حجز أكثر من 120 طنا من المخدر، بقيمة مليار ونصف المليار أورو، خلال السنتين الأخيرتين، في عمليات متفرقة غير بعيدة عن سواحلها، وهي العمليات التي أُعلن عنها، حيث أن هناك عمليات حجز أخرى لم تعلن عنها إعلاميا و تفادت الحديث عن أن وجهة الشحنات ليبيا حتى لا تثير الانتباه وحتى لا تشوش على التحقيقات. وتحوم شكوك كبيرة في أن الأموال الضخمة التي يجنيها تجار المخدرات يتم استغلالها في شراء ترسانة من الأسلحة لفائدة تنظيمات إرهابية، خاصة ما يسمى بتنظيم داعش ليبيا. وقال "جوزيبي كامبوباسو"، وهو مسؤول أمني كبير بمدينة باليرمو بجزيرة صقلية بأن "المخدرات يتم تحويلها إلى أوربا عن طريق البلقان، وتعتبر هذه العمليات التجارية جد مربحة بالنسبة للمهربين الليبيين، الذين يتحصلون على ميزانيات ضخمة، وهناك شكوك كبيرة في أنها تُستعمل في تسليح "داعش" وشراء كل ما تحتاجه …". وتشرف عصابات الإتجار الدولي في المخدرات على تهجير آلاف البشر عبر القوارب عن طريق البحر المتوسط، وتربح من وراء ذلك أموالا تشتري بها المخدرات من المغرب وتشحنها من نقط مختلفة من شمال البلد في اتجاه ليبيا، حيث تنطلق من هناك، من جديد، صوب الدول الأوربية بطرق مختلفة، وتمكنها الهجرة والمخدرات من ربح أموال طائلة تودع في حسابات بالإمارات العربية المتحدة، وهناك شكوك كبيرة في أنه يتم رصدها لعقد صفقات أسلحة لفائدة تنظيم "داعش" في ليبيا، حسب ما أورده المنبر الورقي الإيطالي. وأشار التقرير أيضا إلى وجود تنسيق كبير بين أجهزة عدة دول كإسبانيا، واليونان، وفرنسا، ومصر، وتركيا، والمغرب وإيطاليا لفك لغز هذه العمليات، وفي هذا الصدد أجريت عدة اجتماعات على مستوى عالٍ بكل من الرباط وأنقرة والقاهرة. وتشكل المعلومات مصدر قلق للسلطات الإيطالية التي تراقب بحذر شديد ما يجري على الضفة الأخرى من المتوسط، بحكم القرب الجغرافي. وتدفع إيطاليا ثمنا باهظا بسبب غياب الاستقرار السياسي في مستعمرتها السابقة، وتشكل القوارب المليئة بالمهاجرين السريين القادمة إليها والمنطلقة من السواحل الليبية، مشكل يؤرق السلطات، هذا إضافة إلى كثرة التنظيمات المسلحة في البلد والتي يصعب ضبطها. وتسببت الفوضى التي تسود البلد في مقتل مواطنين إيطاليين قبل أيام بينما تم تحرير آخرين من أصل أربعة أشخاص تم اختطافهم منذ شهر يوليوز الماضي.