بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الخميس محادثاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, وذلك خلال اول زيارة للدولة العبرية منذ ابرام اتفاق جنيف حول البرنامج النووي الايراني الذي نددت به اسرائيل، من اجل التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين وبدأ اللقاء بين نتانياهو وكيري صباح الخميس في القدس وسيقومان بالقاء بيان مشترك للصحافيين في منتصف اليوم. وسيلتقي وزير الخارجية الاميركي الذي وصل مساء الاربعاء الى اسرائيل, بعد ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في الضفة الغربية. وقال دبلوماسي اميركي في طائرة وزير الخارجية ان كيري "لطالما قال انه سيزور المنطقة عندما يشعر ان بامكانه المساعدة شخصيا على دفع العملية (السلام). هذا هو هدف هذه الزيارة". وكيري الذي يقوم بزيارته الثامنة للمنطقة منذ تولي مهامه في شباط/فبراير, قام بزيارته الاخيرة الى اسرائيل والضفة الغربية في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر واجرى خلالها محادثات ماراتونية مع نتانياهو حول عملية السلام. وسبق ان تعثرت محادثات السلام التي استؤنفت في نهاية تموز/يوليو برعاية اميركية بعد توقف استمر ثلاث سنوات, حول مسالة الاستيطان في الضفة الغربية. وحذر عباس الاثنين من انه اذا فشلت مفاوضات السلام مع اسرائيل, فسيكون الفلسطينيون احرارا في التوجه الى الهيئات الدولية. وقال عباس مساء الاثنين خلال لقاء مع صحافيين عرب يزورون الاراضي الفلسطينية ان "المفاوضات مع اسرائيل تمر بصعوبات كبيرة سببها العراقيل التي تضعها اسرائيل لعدم الوصول الى السلام". وبحسب عباس فانه "اذا لم نحصل على حقوقنا بالمفاوضات لدينا الحق بالذهاب الى المؤسسات الدولية" في اشارة الى المزايا التي اصبحت فلسطين تتمتع بها بعد حصولها على وضع دولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. واكد الرئيس الفلسطيني ان "الالتزام بعدم الذهاب الى الاممالمتحدة ينتهي مع انتهاء الاشهر التسعة المحددة للمفاوضات مع اسرائيل". والمفاوضات حاليا في شهرها الخامس. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية انه من المتوقع ان يقدم كيري خلال لقائه مع نتانياهو مقترحات اميركية حول ترتيبات امنية في الضفة الغربية خاصة في غور الاردن. وذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان المقترحات التي وضعها الجنرال الاميركي جون أن قائد قوات التحالف الدولي سابقا في افغانستان والمستشار الخاص لوزير الدفاع لشؤون الشرق الاوسط, ستقلل من الوجود العسكري الاسرائيلي في غور الاردن بفضل توفير انظمة دفاعية متطورة. وفضل مسؤول في وزارة الخارجية ان يقول ان كيري ومستشاره للشرق الاوسط الجنرال جون لن "سيقدمان تقييمهما لامن اسرائيل على ضوء المستجدات", رافضا استخدام مصطلح "خطة" امنية ومفضلا الحديث عن "افكار" بشأن امن اسرائيل سينقلها الجنرال الن الى رئيس الوزراء الاسرائيلي. ويرغب نتانياهو في حال اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح, في ان يبقى الجيش الاسرائيلي منتشرا في المنطقة على طول الحدود مع الاردن مستبعدا ترك مسؤولية الامن في هذه المنطقة لقوة دولية كما وافق الفلسطينيون او لقوة فلسطينية-اسرائيلية مشتركة. ورفض نائب وزير الخارجية داني دانون الخميس اي حل وسط متعلق بغور الاردن. وقال دانون العضو في الجناح المتشدد في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتانياهو لاذاعة الجيش الاسرائيلي "من وجهة نظر اسرائيلية لن يكون هنالك اي وجود فلسطيني حول المعابر" مع الاردن, مؤكدا ان "الوجود المدني والعسكري الاسرائيلي في غور الاردن له اهمية قصوى". واضاف دانون ان "الاميركيين يقترحون سيطرة مشتركة على المعابر (مع الاردن)واستخدام وسائل تكنولوجية, لكننا نعيش في الشرق الاوسط ونرى ما يحدث في لبنان". واكد انه "مع ان الاميركيين اصدقاؤنا, سنقول لهم +اسفون, لن نفعل كل ما تريدونه ولن نتخلى عن المبادئ الاساسية (للامن) بالنسبة لنا اذا كان ذلك يعني ان المفاوضات لن تتقدم ولن يقام حفل جميل في البيت الابيض". وتابع "انا متأكد من ان رئيس الوزراء سيشرح ذلك للاميركيين". وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان كيري "سيطلع (نتانياهو) وسيواصل البحث (معه) حول مفاوضات مجموعة 5+1 (الصين وروسيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا), والخطوة الاولى التي تم الاتفاق عليها, والطريق للمضي قدما باتجاه اتفاق شامل" مع ايران. وبموجب الاتفاق بين اسرائيل والدول الكبرى تعهدت طهران مقابل التعليق الجزئي للعقوبات المفروضة عليها بوقف تخصيب اليورانيوم باكثر من 5% لمدة ستة اشهر وتعليق بناء مفاعل راك للمياه الثقيلة الذي يمكن ان ينتج البلوتونيوم اللازم لصنع قنبلة نووية واتاحة وصول اكبر للمفتشين الدوليين الى المواقع الحساسة. ونددت اسرائيل بشدة بالاتفاق معتبرة انه "خطأ تاريخي". وظل نتانياهو على تنديده الشديد بالاتفاق بالرغم من تاكيدات الولاياتالمتحدة بانها لن تسمح اطلاقا لايران بتطوير قنبلة نووية.