فوجئ مرضى التهاب الكبد الفيروسي بأن الثمن الحقيقي لدواء التهاب الكبد الفيروسي «سي» تجاوز 45 ألف درهم، وليس 9000 درهم كما صرحت وزارة الصحة بذلك في وقت سابق، مستغربين رفض الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تعويضهم عن ثمن دواء SSB400 بدعوى أنه لا يدخل ضمن قائمة الأدوية المعوض عنها. وحسب مسؤول بالوكالة الوطنية للتأمين الصحي، فإن دواء التهاب الكبد الفيروسي «سي» تمت الموافقة على إدراجه ضمن قائمة الأدوية المعوض عنها في التأمينات الصحية في يونيو الماضي من طرف لجنة الشفافية، وقدمه وزير الصحة إلى الأمانة العامة للحكومة للمصادقة وعليه وخروجه بالجريدة الرسمية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة غير مسؤولة عن هذا التأخير، وأن الدواء من المنتظر أن يصبح رسميا في قائمة الأدوية المعوض عنها قريبا. وكشف مرضى التهاب الكبد الفيروسي أنهم اشتروا ثلاث علب للدواء المذكور ب9000 درهم، واقتنوا أيضا «viraferon»، وهي حقنة ضرورية مرافقة لدواء التهاب الكبد الفيروسي «سي» يصل ثمنها إلى 3000 درهم للحقنة الواحدة، يجب على المرضى حقنها مرة في الأسبوع طيلة مدة أخذهم الدواء، مشيرين إلى أن مجموع ثمن الحقن يصل إلى 36 ألف درهم. وما زاد من غضب المرضى رفض الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي التعويض عن دواء التهاب الكبد الفيروسي في إطار التغطية الصحية الإجبارية (AMO)، حيث أكد لهم مسؤول بالصندوق أن الدواء لا يوجد ضمن لائحة الأدوية المعوض عنها. مصطفى المعلم، موظف متقاعد وأحد المرضى الذين يعانون التهاب الكبد الفيروسي «سي»، أكد أنه صدم عندما اكتشف أن الدواء الذي كلفه حوالي 45804 دراهم لن يتم تعويضه عنه، مشيرا إلى أنه استغرب تباين تصريحات وزير الصحة، الحسين الوردي، وتصريحات المسؤولين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وقال المريض، في تصريح ل«اليوم24»: «بعدما سعدنا واستبشرنا خيرا بقدوم الدواء الجنيس، واعتقدنا أنه سيساعدنا على الشفاء بثمن منخفض، اكتشفنا أن أحلامنا تبخرت، وأن الثمن الحقيقي لدواء التهاب الكبد الفيروسي يفوق 4 ملايين سنتيم وليس 9000 درهم»، مشيرا إلى أن الصدمة كانت أقوى حين تبين أن المكتب الوطني للضمان الاجتماعي لن يعوضه عن ثمن الدواء. وأوضح المصاب بداء التهاب الكبد الفيروسي أنه لا يملك القدرة على دفع ثمن الدواء، وأنه لجأ إلى الديون من أجل دفع الثمن أملا في أن يتم تعويضه من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. ولم يحصل مرضى التهاب الكبد الفيروسي على الدواء المذكور إلا بعد قصة طويلة تعود أطوارها إلى شتنبر 2014، حين قام المختبر الأمريكي المنتج للدواء بالتوقيع على اتفاقيات تراخيص حصرية لفائدة مصنعين للأدوية الجنيسة بالهند، وذلك بهدف توسيع قاعدة الحصول على الدواء المضاد لمرض التهاب الكبد الفيروسي من نوع «سي» بواحد وتسعين بلدا ناميا، وتم استثناء مائة بلد آخر ضمنها المغرب، ومُنعت الهند من توزيع هذا الدواء في المغرب. واستنكرت وزارة الصحة تصرف المختبر الأمريكي، واعتبرته إقصاء وتهميشا، وتقدمت بطلب لدى المختبر بهدف إدراج المغرب ضمن الدول المستفيدة من الصيغة الجنيسة للسوفوسبوفير، غير أن غياب أي جواب من طرف المختبر الأمريكي دفع وزارة الصحة إلى اللجوء إلى تصنيع الدواء محليا، خصوصا بعد غياب إيداع براءة حماية هذا المنتج بالمغرب من قبل المختبر الأمريكي داخل الآجال القانونية. وتقدر وزارة الصحة عدد المصابين بداء التهاب الكبد الفيروسي ب625 ألف مصاب، غير أن 20 ألفا فقط من العدد المذكور على علم بمرضهم، في حين أن الباقي يجهلون إصابتهم بالتهاب الكبد الفيروسي «سي».