تتوصل العديد من الأمهات والآباء بإشعارات مكتوبة، أو تحذيرات شفهية، من أساتذة ومؤطرين تحثهم على شن حملات تفتيش يومية في رؤوس أبنائهم، لإبادة تلك حشرات القمل الصغيرة وسريعة التحرك والتكاثر والانتشار، التي اعتقد المغاربة أنها انقرضت مع نهاية الثمانينات بتطور وسائل النظافة وحفظ الصحة. "الصباح" ذكرت أن جيوش القمل تجتاح المدارس العمومية والخاصة بمختلف مدن المغرب، منذ ثلاث سنوات، وتتعامل معها وزارتا الصحة والتربية الوطنية والتكوين المهني بمنطق التجاهل، رغم شكايات وتنبيهات إدارات المؤسسات التعليمية والنيابات، وجمعيات الآباء والتلاميذ، التي دقت ناقوس الخطر، ودعت إلى التحرك السريع لاحتواء موقف محرج، يتسبب في أزمات نفسية لعدد من التلاميذ، ناهيك عن حالات الارتباك التي تسود الفصول الدراسية. وحسب المصدر ذاته، فإنه تسود في سيدي قاسم ومراكش والبيضاء والناظور وأكادير وبرشيد وغيرها من المدن الأخرى، ج حالة من الهلع في صفوف الأمهات، على الخصوص اللواتي يتعاملن بحساسية مفرطة مع هذه الحشرة، ويعتبرن وجودها في رؤوس أبنائهن دليل فشل ذريع وتفريط في نظافتهم والعناية بهم. وقالت اليومية إنه لم يعد كثير من أولياء الأمور يهتمون بمحتويات حقائب أطفالهم وهندامهم، بل يسارعون إلى سحبهم ووضعهم تحت السيقان والشروع في النبش في رؤوسهم، بحثا عن أثر لانتشار محتمل للقمل، حتى إن بعضهم بدأ يتردد في إرسال أبنائه إلى المدارس التي يحملها جريرة هذه العودة غير الميمونة، بسبب غياب شروط النظافة في أغلب المؤسسات، والاكتظاظ والاحتكاك وانعدام مصالح حفظ الصحة بها، ولوائح تتبع الأمراض والحالات المعدية. وفي السياق ذاته، أكد مستخدم بصيدلية وسط البيضاء تزايد الطلب حول أدوية ومرهمات وشامبونات وخلطات غاسول موصى بها طبيا للقضاء على القمل وبيض القمل، موضحا أن إدارة الصيدلية برمجت طلبيات جديدة وجهتها إلى الشركات المصنعة لتغطية الحاجيات الكبيرة للمواطنين الذين يشتكون انتشار هذه الحشرات الطفيلية في فروات أبنائهم.