على الرغم من مرور 17 سنة على وفاته بالتقويم الهجري، إلا أن المغاربة لايزالون يتذكرون خطابات الملك الراحل الحسن الثاني، ويتداولونها فيما بينهم على نطاق واسع. وإلى يومنا هذا لايزال الملك الراحل الحسن الثاني حاضرا في ذاكرة المغاربة، يقرؤون عنه بشغف، ويتابعون أشرطة خطبه بشكل كبير. وتَذكرُ المغاربة لخطب الملك الراحل الحسن الثاني، لا يمكن لمسه من خلال أحاديثهم اليومية فحسب، وإنما من عدد المشاهدات التي تحظى بها خطبه المنشورة على الأنترنت، إذ ما أن يتم نشر إحداها على موقع "يوتيوب"، إلا وتحظى بآلاف المشاهدات، وأحيانا بملايين الزيارات في ظرف وجيز. ويرى عبد الإله السطي، أستاذ العلوم السياسية، أن مجموعة من الاعتبارات.. من بينها قوة خطابات الراحل الحسن الثاني، التي تعتمد الجرأة في تناول القضايا السياسية والاجتماعية، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، تعود إلى درجة تأثير شخصية الملك الراحل على مستوى السلطة في المغرب، فالحسن الثاني كان يجمع كل السلط في يده، وهذا ما كان ينعكس بشكل مباشر على تمثلات الشعب لهذه السلطة. وأضاف السطي أن شخصية الملك الراحل، الحسن الثاني، لاتزال تؤثر في مستوى تمثلات الذين عايشوه، نظرا إلى تناوله لقضايا المجتمع بالتفاصيل الدقيقة، مما جعله يظل حاضرا في ذاكرة المغاربة على الرغم من مرور 17 سنة على وفاته. أما عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، فاعتبر في تصريح لموقع "اليوم 24" أن إقبال الشباب واليافعين على مشاهدة خطب الحسن الثاني بكثرة على موقع "يوتيوب"، فراجع إلى مضمون الأشرطة، التي سَجّلت أكبر طلبات المشاهدة، وهي المقاطع التي تتضمّن تعابير خارجة عن مألوف الخطاب السياسي من قبيل (الأوباش، ونخلي داربوهم، وما نزلش عندكم، والسفّاح..) لأنها تتضمن لغة دارجة وبسيطة تفهمها الفئة الأقل اهتماما باللغة الفصيحة.