يبدو أن المتاعب تنتظر حميد شباط بعد خروج عبد الواحد الفاسي، متزعم "تيار بلاهوادة" عن صمته، وقيامه بخطوة تنبئ عن امكانية حدوث انقسامات واسعة داخل الحزب. في هذا الحوار مع "اليوم 24" أكد وريث الفاسي أنه الممثل الحقيقي لحزب الاستقلال. ما هي أهدافكم من تأسيس جمعية لتيار "بلا هوادة"؟ هي بادرة أسميناها "بلا هوادة للدفاع عن الثوابت"، ومن اسمها الكامل يتضح أن الغاية منها هو العمل على الدفاع على الثوابت الوطنية التي عشنا فيها دائما والتي ربما هذه الأيام بدأنا نحس أنها تعرف تراجعا. وجمعيتنا مثل كل الجمعيات ستعمل بالوسائل المتاحة دستوريا لتبقى ك"بنك معطيات" لاحترام كل ماهو ثوابت وكل ماهو قيم مغربية ووطنية حقيقية. تحدثتم عن "تراجع قيم وطنية"، تعنون بذلك أن حزب الاستقلال يعرف تراجعا في هذه الثوابت أم أنكم تعنون شيئا آخر؟ بطبيعة الحال حينما نتكلم فنحن نتكلم على الإطار الذي كنا فيه والذي ما زلنا فيه والذي سنبقى دائما فيه، لأنه يجري في دمائنا، والجمعية ستمكننا من الاحتفاظ بإرث تركه لنا آباؤنا، وذلك ليعود في الوقت المناسب للمكان الذي كان من المفترض أن يكون فيه ولا يضيع. في تعليقه على إنشائكم الجمعية، قال شباط أنكم "تأخرتم كثيرا لأن المؤتمر مرت عليه سنة ونصف،" ما تعليقكم على ذلك؟ "فوقاش ما جا الخير ينفع"، هو عندما يقول هذا الكلام يعتبر أننا نشكل حركة لخلق حزب أو شيء من هذا القبيل، بما أن القضية لا تتعلق بهذا الأمر، فكلامه هذا لا قيمة له. فمن المستحيل أن نخرج من حزب الاستقلال ونكون حزبا آخر. إذن ما هي دلالات توقيت خطوتكم هذه؟ هذه الخطوة نتيجة لتراكمات، لأنه منذ سنة ونصف كل أسبوع أو كل شهر تظهر أمور لم نتعود عليها في الحزب، وبالتالي هذه التراكمات كلها جعلتنا في وقت معين لا نستطيع الاستمرار في العمل في إطار غير منظم، وأنا أظن أن السرعة قد تجعل "الإنسان يدير شنو ما كان". نحن حاولنا تدقيق أمورنا قبل تأسيس الجمعية، التي هي بطبيعة الحال ليست حزبا، لأننا كأعضائها، يمكن أن نكون من حزب الاستقلال أو من حزب آخر، ولكن الغاية منها هو الدفاع عن الثوابت، ونحن على كل حال سنبقى في حزب الاستقلال كما سبق وأن قلت حتى ولو طردنا منه، لأننا نعتبر أنه يجري في دمائنا، ونعتبر أنفسنا في حالة ما إذا طردنا أننا لم نطرد من الحزب، لأنه الذي يمكن أن يطردنا من حزب الاستقلال هو من يمثله حقيقة .و نحن استقلاليون حتى الموت. ومن يمثل حقيقة حزب الاستقلال؟ (ضاحكا) نحن من يمثل حزب الاستقلال الحقيقي. ما هي الخطوات القادمة التي تعتزمون القيام بها في تياركم؟ نعتزم القيام بالكثير، فنحن الآن قمنا بتنظيم أنفسنا ليكون لنا منبر ونتابع الأمور كجمعية، أما ما يتعلق بما هو سياسي سيبقى في إطار الحركة الأولية. خطواتنا ستتركز على إبقاء ما أسميته ب"الشعلة" وخلق "بنك معطيات" يمكننا من الاستمرارية في الدفاع عن ثوابتنا، كالقيام بأبحاث وندوات، وإصدار بيانات "ملي تكون شي حاجة خارجة على الخط"، لنحاول تقويمها، هناك كذلك إمكانية فتح الباب لكثير من الفعاليات التي لا تستطيع التعبير عن أفكارها وعن اشمئزازها، وحتى فتح عرائض. هناك أساليب متعددة، ونحن سنستهل عملنا و"يكون خير". كيف تقيمون ممارسة حزب الاستقلال للمعارضة؟ أولا لممارسة المعارضة يجب أن يفهم أن المعارضة يجب أن تكون بناءة. ثانيا، هؤلاء الذين يمارسون الآن المعارضة يقومون بمعارضة برنامج كانوا قد صادقوا عليه، والأعمال التي تم تنفيذها في المرحة السابقة كثير من الأمور الأساسية فيها كانت من طرف الوزراء المنتمين لحزب الاستقلال، وبالتالي لتعارض في هذه الحالة يجب أن تترك حيزا من الزمن قبل أن تعطي نفسك هذه الصفة. على أي هناك معطى مهم هو أن مصلحة الوطن فوق الجميع، وأعتقد أنه من الأفضل إذا أردت أن تعارض "مايكونش عندك رجل في المعارضة ورجل في الحكومة كما كان عليه الأمر مسبقا ." قام الحزب بعدة خطوات أثارت جدلا واسعا كاستعمال مجموعة من الحمير في إحدى مسيراته، كيف ترون ذلك؟ "هاديك أكبر كارثة وقعت للحزب في هذه المرحلة"، وأعتقد أن هذه القضية لن تنسى، لأن فيها مس كبير بكل ما يتعلق بالوطنية وليس فقط بحزب الاستقلال، وفي وجهة نظري هذا عمل ناس ليس لهم أخلاق، والسياسة بلا أخلاق ليست سياسة. "الله يعفو علينا جميعا والسلام أما هذا راه مصيبة كحلة."