بعد أزمة كبيرة مرت منها العلاقات بين المغرب والسويد، بسبب قضية الصحراء المغربية، أعلن التلفزيون السويدي العام، اليوم الخميس، أن الحكومة السويدية التي كانت تدرس امكانية الاعتراف باستقلال الصحراء، تخلت عن هذه الفكرة، لتنتهي بذلك صفحة الخلاف بين البلدين. وجاء في موقع التلفزيون، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن السويد لن تعترف ب"الصحراء الغربية"، بحسب معلومات القناة، ومن المقرر ان تعلن وزيرة الخارجية مارغو فالستروم قريبا هذا القرار". واضافت القناة التي لم تكشف مصادرها، ان وزيرة الخارجية السويدية ستشير الى المعايير الجيوسياسية والقانونية التي تحكم اعتراف السويد بالدول. وقالت القناة إن هناك ايضا اعتبارات أخرى مثل كون "المغرب بلد مؤثر في العالم العربي"، والرغبة في "استئناف العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية" بين البلدين. وكان اليسار الحاكم نجح حين كان في المعارضة في ديسمبر 2012 في فرض التصويت على مذكرة تطلب الاعتراف ب"الصحراء الغربية" بدعم من اصوات اليمين المتطرف. وآثار الامر أزمة كبيرة بين البلدين، أعقبتها مجموعة من المبادرات الدبلوماسية من اجل تذويب الخلافات. وقام وفد من الأحزاب المغربية بزيارة عمل لستكلهولم، أكتوبر الماضي، حيث تم عقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين حكوميين وبرلمانيين سويديين، شكلت مناسبة من أجل "استيضاح أكثر" لموقف البلد الاسكندنافي بشأن قضية الصحراء ومناقشة سبل تعزيز الحوار والتعاون الثنائي على المستوى السياسي والاقتصادي في احترام للوحدة الترابية للمملكة. وهكذا أجرى قادة الأحزاب السياسية المغربية مباحثات، على الخصوص، مع وزير الاستثمار والابتكار، ميكائيل دومبيرغ، ومع نواب ومسؤولين عن الأحزاب السياسية بمقر البرلمان، وكذا مع العديد من مراكز البحوث. وعقب هذه اللقاءات، صرح الوفد المغربي أنه أطلع مخاطبيه على أبعاد قضية الوحدة الترابية للمملكة، وعلى الحقائق الجيو استراتيجية لهذا النزاع الإقليمي، وآثارها على السلم والاستقرار في المغرب العربي، وكذا ضرورة تعزيز مسلسل الحوار ومناخ الثقة لتفادي أي لبس أو مس بسيادة المغرب.