إذا كنت قد حسمت أمرك بعدم السماح لطفلك باستخدام الكومبيوتر وغيره من الأجهزة اللوحية، فمن الحكمة أن تتراجعي قليلاً بعد أن تعرفي أن استخدامها لا يمثل خطراً شديداً على نمو طفلك كما يُشاع، بل إن للأجهزة الالكترونية فوائد تعليمية كثيرة للأطفال. ففي الوقت الذي أعرب فيه بعض الخبراء عن قلقهم من استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا الحديثة لما لها من تأثيرٍ سلبي على نمو الدماغ، فإن أبحاثاً علميةً معتدلةً أخرى أشارات إلى أن الكومبيوتر والأجهزة اللوحية – ك iPad – قد تحمل فوائد تعليمية هامة للأطفال الصغار، خاصةً فيما يتعلق بتعلم اللغة والقراءة والكتابة. الباحثة بجامعة هاواي اليسون هينورد أكدت للنسخة الأميركية من "هافينغتون بوست" أن الأطفال "بحاجة إلى التوازن الصحي. ففي الوقت الذي لا بد أن نحرص فيه على فتح الأبواب لوسائل التكنولوجيا الحديثة، فإننا في المقابل علينا أن نهتم بتقنين استخدامها أيضاً". وأظهرت البحوث أن مشاهدة البرامج التعليمية الترفيهية مثل Sesame Street – والذي تم تعريبه بنسخة "افتح يا سمسم" و"عالم سمسم" -، يمكن أن ينمي من قدرات الأطفال اللغوية ومهاراتهم الحسابية، كما تقوم البرامج التعليمية على الكمبيوتر والأجهزة اللوحية بنفس الأثر الإيجابي. هذه البرامج تساهم في تطوير معرفة الطفل بقراءة الحروف والفهم والاستماع والمفردات، تحديداً من الكتب والبرامج الالكترونية والتي تساعدهم على زيادة مفرداتهم اللغوية، ومن ثم تطوير مهارات الاتصال لديهم. وأضافت هينورد، "نحن نعتقد أن تعلم القراءة والكتابة تكمن فقط في التدوين على الورق، بينما الحقيقة أن معرفتها تعني قدرة الأطفال على خلق القصص والصور عبر التدوين على الانترنت أو كتابة رسائل نصية الكترونية أو استخدام مقاطع الفيديو". وأظهرت دراسة للباحثة كارين ولويند أن الأطفال الذين يعلمون في مجموعات، يمكنهم استخدام تطبيقات الكترونية للعرائس والشخصيات الكرتونية في تعلم مهارة رواية القصص. ومن خلال نتائج دراستها، تشير هينورد إلى أن الأطفال في سن ما قبل المدرسة لديهم مهارة رواية قصص مركبة معتمدين على شخصيات شاهدوها عبر الشاشة، حيث استطاعت طفلةٌ صغيرة جمع أكثر من شخصية من وسائل إعلام مختلفة برواياتٍ مختلفة، لتبني قصة جديدة من نسج خيالها، في إشارةٍ إلى أن الأطفال يلتقطون الأفكار من التلفزيون. على الجانب الآخر، يحذر بعض الخبراء من قضاء الأطفال ساعاتٍ طويلةً على الشاشات التي تضعف نموهم العاطفي والاجتماعي، حيث أوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بتجنب استخدام الأطفال أقل من سنتين لهذه الوسائل التكنولوجية، ذلك لأن المخ ينمو بسرعة في هذه المرحلة العمرية، وفيما يخص الأطفال في سن 3-18 سنة، فإن الجمعية توصي بتقنين ساعات المشاهدة لساعتين يومياً.