عاد شبح صلاح عبد السلام، المطلوب رقم واحد لدى كل مصالح الاستخبارات العالمية، والمتورط في هجمات باريس الأخيرة، ليخيم على أوروبا بشكل عام، وعلى الحياة العامة في بلجيكا على وجه الخصوص، إذ اعترف وزير العدل البلجيكي، كوين جينس، يوم أمس الأربعاء في مقابلة أجراها مع قناة "VTM" البلجيكية، أن صلاح كان يختبئ في غرفة أحد البيوت، يومين بعد الهجمات الدموية التي هزت قلب العاصمة الفرنسية باريس، بالحي المثير للجدل مولينيبك، والذي تحول في السنوات الأخيرة إلى عش لتفريخ الجهاديين. في هذا الصدد، أضاف كوين جينس أن الأجهزة الأمنية البلجيكية كانت قريبة من اعتقال صلاح بعد أن رصدت مكانه، إلا أن "العائق الكبير" كان يتمثل في "القانون البلجيكي الذين يمنع مداهمة البيوت ما بين التاسعة مساء والخامسة صباحا"، وهي الفترة التي كانت كافية ليهرب صلاح، وتضيع على الأجهزة الأمنية فرصة ثمينة لاصطياده، مضيفا أن القانون البلجيكي لا يسمح بمداهمة البيوت دون أخذ ترخيص من النيابة العامة، إلا في حالة نشوب حريق أو حي حالة التلبس في الجريمة. في المقابل، كشفت مصادر إسبانية، نقلا مصادر أمنية بلجيكية، أن اعترافات وزير العدل البلجيكي لا تقول الحقيقة كاملة، مشيرة إلى أن "صلاح كان يتواجد فعلا يومي الأحد والاثنين (15 و16 نونببر 2015) بعد هجوم باريس في غرفة بنفس الحي، لكن الأمر يتعلق ببيت لدعارة كان يختبئ فيه، قبل أن يغادره متخفيا بعد ليلة حمراء بين الزبناء أو داخل خزينة تم ترحيلها من ذلك البيت صباح يوم الاثنين 16 نونبر، علما أن الشرطة البلجيكية داهمت ذلك البيت حوالي الساعة الخامسة بالتوقيت البلجيكي، أي أن صلاح كان أمامه الوقت الكافي للهروب. من جهة أخرى، كشفت اعترافات وزير العدل البلجيكي الاختلاف الحاصل بين الحكومة البلجيكية والنيابة العامة في هذا البلد، وهي الاعترافات التي اعتبرتها النيابة العامة اتهاما مباشرا تحت ذريعة أنها لم تعجل في إصدار أمر مداهمة البيت. وبالإضافة إلى ذلك كشف مصادر بلجيكية أن التناقضات الحاصلة بين الحكومة والنيابة العامة ومصالح الاستخبارات توضح مدى التخبط الأمني الذي تعرف الأجهزة الأمنية البلجيكية على وجه الخصوص، والأوربية بشكل عاما، متسائلة كيف يمكن الحديث عن تنسيق أوروبي أو دولي في غياب التنسيق المحلي داخل الدولة الواحدة. يذكر أنه أول أمس الأربعاء تم اعتقال شخصين في النمسا يشتبه في كونهما شاركا بطريقة غير مباشرة في الهجوم الإرهابي على باريس، وينحدران من دولتي الجزائر وباكستان، في حين لا زال المكان الذي يختبئ فيه "قاهر الاستخبارات العالمية"، صلاح عبد السلام، مجهولا، علما أن مصادر أوروبية تتحدث عن أن صلاح لازال يختبئ في بلجيكا، وأن إمكانية هربه إلى سوريا أو المغرب، كما ذهبت إلى ذلك بعض وسائل الإعلام، تبقى ضعيفة.