لم يتمالك عدد من أعضاء مجلس الأمن، دموعهم وهم يستمعون أمس لشهادة شابة عراقية إيزيدية تعرضت للاحتجاز والاغتصاب على يد عناصر التنظيم الإرهابي "داعش". الشابة نادية مراد باسي، البالغة من العمر 21 عاما، روت وهي تغالب دموعها، أمس الأربعاء، أمام أعضاء مجلس الأمن، قصة معاناتها ومعاناة أكثر من 3400 من النساء والأطفال الإيزيديين الذين لا يزالون محتجزين لدى "داعش". بتأثر شديد، روت الشابة نادية، كيف كانت تعيش حياة هانئة رفقة والدتها وإخوتها في قرية كوتو وذلك قبل أن يهجم عناصر ينتمون ل"داعش" على القرية يوم الثالث من غشت سنة 2014، حيث وقع عشرات الإيزيديين ضحايا جريمة إبادة نفذها ضدهم التنظيم الإرهابي.
وقالت نادية إنه يوم الخامس عشر من نفس الشهر من السنة الماضية، تم جمعهم في مدرسة القرية وبعدها تم تفريق النساء والأطفال عن الرجال، مضيفة أنهم قاموا بتصفية الرجال الذين كان من بينهم ستة من إخوانها في حين تمكن ثلاثة من النجاة. وأضافت أنهم قاموا بعد ذلك باقتياد النساء والأطفال إلى منطقة أخرى، "في الطريق كانوا يهينوننا ويلمسوننا بطريقة تخدش الحياء" تقول نادية، مضيفة أنها اقتيدت رفقة أزيد من 150 امرأة إيزيدية أخرى إلى الموصل. في الموصل حاول أحد الأشخاص أخذ نادية وحين امتنعت ضربها فأتى شخص آخر أصغر منه، ولشدة خوفها من الرجل الأول، ضخم الجثة، توسلت الثاني أن ينقذها منه، مشيرة إلى أن الأخير أخذها وطلب منها تغيير دينها وهو ما رفضته. بعد بضعة أيام حاول الشخص أخذها كزوجة ولكنها امتنعت وقالت له إنها مريضة "فأغلب النساء المختطفات كانت لديهن دورة شهرية من شدة الخوف" تقول الشابة الناجية، مضيفة أنه بعد أيام قليلة اغتصبها. تعرضت نادية للاغتصاب والإهانة والضرب طوال أيام، ما دفعها لمحاولة الهرب، غير أن أحد الحراس أمسكها وأعادها، ليقوم مغتصبها بنزع ملابسها ورميها في غرفة مع الحراس الذين استمروا في اغتصابها حتى فقدت الوعي.
بعد ثلاثة أشهر من الخطف تمكنت نادية من الهرب، حيث تقيم حاليا في ألمانيا وتخضع للعلاج من الآثار النفسية والجسدية للانتهاكات التي تعرضت لها على يد التنظيم الإرهابي. وطالبت الشابة أعضاء مجلس الأمن بتحرير أكثر من 3400 امرأة وطفل محتجزون لدى "داعش"، وتعريف ما تعرض له الإيزيديون كإبادة جماعية وفتح هذا الملف أمام المحكمة الدولية، وتوفير حماية دولية للأقليات المهددة ومن بينها الإيزيديون، كما ترجت أعضاء مجلس الأمن ل"إنهاء داعش نهاية أبدية".