استجوب القضاء اللبناني الاثنين هانيبال القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وأصدر بحقه مذكرة توقيف بتهمة "كتم معلومات" حول قضية إخفاء الإمام موسى الصدر، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في ليبيا، وفق ما أفاد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس. وتسلمت السلطات اللبنانية القذافي ليل الجمعة بعد ساعات على إعلان مجموعة مسلحة خطفه بعد "استدراجه" من سوريا قبل أن تفرج عنه في منطقة البقاع (شرق). وظهر القذافي في شريط فيديو وزعه الخاطفون وهو متورم العينين ومطالبا كل من لديه "أدلة" حول قضية الصدر إلى "تقديمها فورا ومن دون تلكؤ وتأخير". وحقق قاضي التحقيق العدلي في قضية إخفاء الصدر مع هانيبال القذافي، وفق مصادر قضائية، بصفته "مدعى عليه في قضية إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، وقرر بعد انتهاء استجوابه إصدار مذكرة توقيف بحقه بجرم كتم المعلومات حول هذه القضية". وتحمل الطائفة الشيعية في لبنان معمر القذافي مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد للمرة الأخيرة في ليبيا في 31 غشت 1978 بعد أن وصلها بدعوة رسمية في 25 غشت مع رفيقيه. لكن النظام الليبي السابق دأب على نفي هذه التهمة، مؤكدا أن الثلاثة غادروا طرابلس متوجهين إلى إيطاليا. ونفت الإخيرة دخولهم إلى أراضيها. وأصدر القضاء اللبناني مذكرة توقيف في حق معمر القذافي في العام 2008 بتهمة التحريض على "خطف" الصدر. وقال محامي عائلة الصدر شادي حسين لوكالة فرانس برس اأه تقدم وزميله خالد الخير بشكوى ضد هانيبالأامام النيابة العامة التمييزية "بجرم التدخل بالخطف باعتبار ان هذا الجرم (…) يبقى مستمرا طالما أن المخطوفين لا يزالون في السجون وباعتبار ان المدعى عليه هو احد ابناء المتهم الرئيسي في قضية اخفاء الامام الصدر وهو معمر القذافي". ويذكر أن هانيبال متزوج من اللبنانية الين سكاف، ومنعت السلطات اللبنانية عام 2011 طائرة خاصة كانت تقلها من الهبوط في مطار بيروت الدولي. واستقطب هانيبال وزوجته الأضواء في صيف 2008 بعد توقيفهما في جنيف بتهمة اساءة معاملة اثنين من خدمهما. وقد أخلي سبيلهما بعد ثلاثة أيام بكفالة نصف مليون فرنك سويسري (334 الف يورو). ولجأ هانبيال مع والدته صفية فركش وشقيقته عائشة وشقيقه محمد، في غشت 2011 بعد اندلاع الاحداث في ليبيا، الى الجزائر قبل أن ينتقل أفراد من العائلة إلى سلطنة عمان في 2013. وقتل خلال النزاع الليبي ثلاثة من أبناء القذافي هم معتصم وسيف العرب وخميس، فيما ألقي القبض على سيف الإسلام في 2011 وتتم محاكمته في ليبيا كما هي حال أخيه الساعدي القذافي الذي تسلمته طرابلس من النيجر في مارس 2014. وقتل معمر القذافي في منطقة سرت (360 كلم شرق طرابلس) في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بعد سقوطه في قبضة مقاتلي المعارضة.