على عكس الكثيرين ممن يدافعون عن ميولاتهم الجنسية في الخفاء، اختارت المثلية المغربية هاجر متوكيل، الدفاع عن حقوقها، والظهور بوجه مكشوف في حملة "الحب من حقوق الإنسان" التي أطلقتها مجموعة "أقليات" لمناهضة التجريم والتمييز ضد الأقليات الجنسية والدينية، نونبر الماضي، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف 10 دجنبر من كل سنة. ووجهت هاجر المُقيمة خارج الأراضي المغربية، في فيديو نشر على القناة الرسمية لمجلة "أقليات"، رسالة قالت فيها إن "الحب ليس خطيئة، الحب ليس جريمة، حبوا من شئتم، أينما شئتم وانشروا الحب أينما حللتهم"، منهية رسالتها ب:"تهلاو في بعضياتكم". وفاق عدد مشاهدي الفيديو الذي نشر قبل يومين فقط 16 ألف مشاهد. وعرفت الحملة منذ إطلاقها، مشاركة عدد لابأس به من الرسائل والصور، لكن المثلية هاجر متوكيل، خلقت المفاجأة، بظهورها بوجه مكشوف تدافع عن حقوقها وحقوق المثليين في المغرب. واعتبر الشيخ السلفي حسن الكتاني، في حديث سابق مع "اليوم24″ أن ما يطالب به المثليون ليس حقا وإنما "فجور"، و"خروج عن الطريق السوي"، على حد تعبيره، مشددا على أن الحق يعطيه الشرع "نحن المسلمون لنا شريعة تبين الحلال من الحرام، ومن بين الأمور المحرمة، المثلية الجنسية، والشذوذ الجنسي". وأضاف الكتاني، أن حملة "الحب من حقوق الإنسان" التي دعت إليها مجموعة "أقليات"، "إفساد للمجتمع"، و"نشر الأمراض الخطيرة الناتجة عن العلاقات الجنسية بين شخصين من الجنس نفسه"، مشددا على أن الحب الذي يتحدث عنه مثليو الجنس "لا يعنينا نحن المسلمين" لأن الهدف منه خلق "الفتنة". وأضاف الشيخ السلفي، أن مثل هذه الحملات منتشرة بشكل كبير، منذ زمن بعيد في أوربا، وهي الآن "تصل إلى المغرب لإفساد المجتمع"، على حد تعبيره دائما. كما أكد لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخريات تمارة، أن الحملة دعوة مباشرة إلى مخالفة السنن الكونية، والفطرة، و"الدعوة مرفوضة شرعا وخلقا"، معتبرا أن ما يدعون إليه ليس البحث عن الحب كحق من حقوق الإنسان وإنما "الحب كشعور متبادل بين الرجال والنساء، لكن ليس إلى درجة الممارسة الجنسية، هم لا يدعون إلى الحب وإنما إلى ممارسة الجنس، وهي ممارسات شاذة"، وضرب المثال بعدم بحث الحيوانات عن حيوانات أخرى من الجنس نفسه "الذكر يميل إلى الأنثى والأنثى إلى الذكر". وشدد السكنفل، أن من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بالسيدا، هي العلاقات الجنسية الثنائية بين أشخاص من الجنس نفسه. وتهدف الحملة، حسب منظميها إلى مناهضة كل القوانين التمييزية في المغرب، و"خصوصا تلك التي تجرم العلاقات الجنسية الرضائية بين الراشدين من الجنس نفسه"، المادة 489 من القانون الجنائي. وأكدوا أن حملة "الحب من حقوق الإنسان" هي دعوة المجتمع للتسامح والتعايش مع الأقليات الجنسية واحترام حقها في الحب كباقي البشر. كما دعت مجموعة "أقليات" الدولة المغربية من خلال هذه الحملة إلى "ملاءمة تشريعاتها الوطنية مع مقتضيات الدستور والاتفاقيات الدولية، التي صادقت عليها في هذا الشأن"، معبرة عن أملها في أن تساهم الحملة في "نشر الحب والسلام، ونبذ كل أشكال الكراهية والحقد والعنف". وقال طارق الناجي، مؤسس مجموعة "أقليات"، إن الحملة يشارك فيها العديد من المثليين من مختلف بقاع العالم، على رأسهم الناشطة الإماراتية سارة، المقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى جانب الإمام الجزائري لودفيك محمد زاهد، الذي ناقش، أخيرا، أطروحة دكتوراه حول "الإسلام والمثلية"، والناشط العراقي حسين الراضي، الذي ساعد عددا من المثليين، الذين تم اختطافهم إلى سوريا، إضافة إلى الناشطة الجزائرية دليلة فريدي.