يبدو أن تنظيم «داعش» يسخر كل آلاته الدعائية لاستقطاب وتجنيد المزيد من الأمهات والشابات المغربيات في أوروبا، خاصة في إسبانيا، إذ يوضح جرد ل"اليوم 24″ أن عدد المغربيات الموقوفات في إسبانيا فقط، في السنة الجارية، في تصاعد مستمر، وهي الخلاصة نفسها التي وصل إليها المعهد الملكي الإسباني الذي أكد على أنه «حتى سنة 2012، لم تكن هناك أي معتقلة جهادية في إسبانية. لكن ابتداء من سنة 2013 أصبحن يشكلن 15 في المائة من مجموع المعتقلين بتهم الإرهاب». في هذا الصدد، نقدم لمحة عن مسار خمس مغربيات، أمهات وشابات في مقتبل العمر، قررن مغادرة البيت الأسري أو المقاعد الدراسية، والارتماء في أحضان داعش، بهدف استقطاب وتجنيد نساء مغربيات وأوربيات وإرسالهن إلى سوريا لتقوية صفوف داعش. تعتبر سميرة إيكو، البالغة من العمر 32 عاما، من السناء المغربيات الأوائل اللواتي أعلن ولاءهن للبغدادي. كانت تقيم بمدينة برشلونة في ناحية «روبي». وأم لثلاثة أطفال. كانت تشتغل عاملة نظافة في مجموعة من البيوت الكتالونية، قبل أن تصل إليها أيدي المجندين الداعشيين. اعتقلت سميرة في 8 مارس الماضي في مطار «البرات» ببرشلونة، بينما كانت تستعد للسفر إلى المغرب ومنه إلى تركيا. يعرف عن المغربية بكونها «مجندة النساء المغربيات والأوروبيات» وإرسالهن إلى سوريا. الآن تقبع في أحد السجون الإسبانية في انتظار الحكم عليها تاركة وراءها ثلاثة أطفال. مباشرة بعد اعتقال سميرة ب32 يوما، اعتقلت السلطات الإسبانية، في 31 مارس الماضي، أسرة مغربية، مكونة من أم وأب وطفلين، بتهمة الانتماء إلى خلية إرهابية تعمل على إرسال مقاتلين أجانب إلى سوريا. كما أشارت مصادر أمنية إسبانية حينها أن الأم المغربية كانت على وشك السفر من برشلونة إلى المغرب، ومنها نحو سوريا. علاوة على ذلك فهي متابعة بدفع طفليها إلى السفر صوب سوريا. وتبقى الحالة المثيرة للجدل هي المغربية رحيمو ابن يوسف، البالغة من العمر 51 عاما، التي تم اعتقالها في فاتح أبريل الماضي بتهم الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة، والتي تقبع في سجن «طوباس»، بعد اعتقالها في أحد المناطق من إسبانيا لم تكشف وزارة الداخلية عنه بالضبط. تصف مصادر إسبانية رحيمو بكونها: «امرأة خطيرة جدا، ما دفع إدارة السجن إلى وضعها في زنزانة انفرادية منذ اعتقالها». المصادر ذاتها أشارت إلى أن رحيمو لازالت رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار الحكم عليها. من جهة أخرى، اخترق تنظيم «داعش» الشابات المغربيات بإسبانيا، إذ تم في الخامس من شهر شتنبر الماضي اعتقال شابة مغربية تسمى رجاء أ. تبلغ من العمر 18 ربيعا بناحية غانديا (فالينسيا) كانت تستعد للسفر إلى سوريا. كانت رجاء تدرس بمعهد «ماريا إنريكيث»، وتقيم مع أمها التي تسير محلا لبيع اللحوم بالمدينة نفسها. تتابع بتهم الانتماء ونشر محتويات تمجد داعش، إذ نشرت في تدوينة مثيرة لها على الفيسبوك «الإرهاب واجب». يذكر أنه يوم السبت الماضي اعتقلت عناصر الحرس المدني الإسباني بمدينة برشلونة شابة مغربية أخرى تبلغ من العمر 23 ربيعا كانت تستعد للالتحاق بصفوف أحد فروع داعش في أفغانستان. وفي هذا الصدد، أشارت وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن الخلية الأخيرة التي تم تفكيكها تضم، أيضا، مغربيين من مدينة طنجة، مشيرة في الوقت نفسه، إلى أن داعش لم يعد يكتفي بإرسال شابات جهاديات إلى سوريا، بل أصبح يوجههن، كذلك، نحو مناطق أخرى يتوفر فيها التنظيم على فروع مثل أفغانستان.