في سابقة هي الأولى من نوعها، عمد "تنظيم" للمثلين في المغرب على توزيع منشورات ل"نزع الاعتراف"، وهي المنشورات التي توزع في المقاهي والشوارع، كما توضع في علب رسائل بعض المنازل، بعد وضعها في ظرف أصفر. الحملة، التي انخرط فيها مجموعة من المثلين، وغيرهم ممن يدعمون "قضيتهم" تمضي بشكل سري تفاديا لإثارة الانتباه، والتعرض لأي رد فعل من قبل الشارع، حيث يتم تضمين المنشورات في ظرف أصفر يتركه صاحبه، ويرحل قبل أن يفتح! ويبدو أن "مجموعة المثليين المغاربة" قد رفعت من سرعتها في المواجهة، وبدأت تبحث عن "الاعتراف". وفي هذا الصدد، أطلق عدد من المثليين، المنتمين إلى مجموعة "أقليات" لمناهضة التجريم والتمييز ضد الأقليات الجنسية، حملة "الحب من حقوق الإنسان"، للدفاع عن حقهم في العيش بحرية. وقال طارق الناجي، مؤسس مجموعة "أقليات"، في حديث مع "اليوم24″، إن الحملة يشارك فيها العديد من المثليين من مختلف بقاع العالم، على رأسهم الناشطة الإماراتية سارة، المقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى جانب الإمام الجزائري لودفيك محمد زاهد، الذي ناقش، أخيرا، أطروحة دكتوراه حول "الإسلام والمثلية"، والناشط العراقي حسين الراضي، الذي ساعد عددا من المثليين، الذين تم اختطافهم إلى سوريا، إضافة إلى الناشطة الجزائرية دليلة فريدي. شاهد أيضا * مثليو المغرب يواصلون معركة "الوجود" بحملة "الحب من حقوق الإنسان" » * تفاصيل اعتداء شنيع على مثلي البيضاء الذي قاد 3 شبان الى السجن » وأضاف الناجي أن متطوعين غير مثليين، لكنهم متعاطفون مع قضية المثليين، في مدن كالدارالبيضاء، والرباط، ومكناس، وطنجة وأكادير ومراكش، يساهمون في حملات التواصل، إذ "بعد يوم واحد من الإعلان عن انطلاق حملة "الحب من حقوق الإنسان"، توصلنا بعدد كبير جدا من الطلبات للمشاركة، لكننا اخترنا الأشخاص الذين نثق بهم، خوفا من المشاكل"، مردفا أن المتطوعين، الذين تجاوز عددهم الثلاثين، وزعوا، على امتداد يوم أمس الخميس، واليوم الجمعة، أكثر من 300 رسالة تعبر عن مضامين الحملة. ومما ورد في الرسالة، المكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية تحت عنوان "رسالة للمجتمع"، يتوفر "اليوم24" على نسخة منها، كلمات أن "المثلي إنسان طبيعي، ومواطن مثلكم.. هو صاحب الدكان في حيّكم، والأستاذ الذي يدرس ابنكم، وطبيبكم الذي يشرف على صحتكم النفسية والجسدية، أو إمام مسجدكم.. المثلية الجنسية ليست اختيار، لكنها طبيعة". ووجهت مجموعة "أقليات" من خلال الرسالة، التي تم توزيعها في المقاهي ورميها في علب رسائل المنازل، خطابا مباشرا إلى قارئها "ندعوكم إلى مخاطبة ضمائركم، والإنسانية التي بداخلكم، لتجدوا التسامح مع المثليين"، تقول الرسالة. وتهدف الحملة، حسب منظميها، إلى مناهضة كل القوانين التمييزية في المغرب، "خصوصا تلك التي تجرم العلاقات الجنسية الرضائية بين الراشدين من الجنس نفسه". وأكدوا أن حملة "الحب من حقوق الإنسان" هي دعوة المجتمع إلى التسامح والتعايش مع الأقليات الجنسية واحترام حقها في الحب كباقي البشر. كما دعت مجموعة "أقليات" الدولة المغربية إلى "ملاءمة تشريعاتها الوطنية مع مقتضيات الدستور والاتفاقيات الدولية، التي صادقت عليها في هذا الشأن"، معبرة عن أملها في أن تساهم الحملة في "نشر الحب والسلام، ونبذ كل أشكال الكراهية والحقد والعنف".