يبدو أن المغرب أصبح مهتما بالأوضاع في ليبيا ويطمح أن يكون له دور في كبير وفعال في ليبيا ما بعد القذافي وهذا أعلن عنه وزير الخارجية صلاح الدين مزوار خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي الوزاري الثاني حول أمن الحدود. مزوار قال بأن المغرب "على استعداده تقاسم تجربته معها في كل المجالات، بما في ذلك بناء المؤسسات والقدرات والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، حتى يتمكن هذا البلد الشقيق من تجاوز التحديات التي تفرضها المرحلة الانتقالية، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار والتنمية والديمقراطية". كما أن المغرب يهدف إلى إقامة نموذج إرساء تعاون ثلاثي مع الدول التي ترغب في مواكبة جهود التنمية في ليبيا، على غرار تجربته في مجال التعاون الثلاثي، والتي تضم كلا من اليابان والاتحاد الأوروبي من جهة، والمغرب وعدد من الدول الإفريقية، من جهة أخرى. الجزائر الغائبة عن هذا المؤتمر حضرت في خطاب الوزير على سبيل التلميح عندما ذكر الوزير بأن التحديات الأمنية في منطقة الساحل التي أصبحت مواجهتها "تتجاوز المقاربة القطرية نحو مقاربة اندماجية تنتصر لمقاربة التكتلات الإقليمية القوية والمتوازنة ، وتقطع مع مظاهر التشرذم و التجزيء التي لا تخدم المصالح الاستراتيجية لبلدان المنطقة اليوم وغدا" في إشارة التوتر الحاصل بين المغرب والجزائر والذي يحول دون التنسيق المني بين البلدين. مزورا قال بأن توصيات مجلس الأمن تحث على إقامة منطقة مغاربية مندمجة ومتعاونة خاصة وأن مشكل الأمن يهدد كل دول المنطقة بلا استثناء، وهذا ما يفسر "انخراط المغرب في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل من خلال دعم المغرب لمالي في مواجهة عصابات التطرف والإرهاب".