شهورا قليلة بعد الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش، الذي دعا فيه إلى تشجيع الشباب على الالتحاق بمؤسسات التكوين المهني والتخلي عن فكرة ربط النجاح في الحياة بالحصول على شهادة البكالوريا؛ أنهت الحكومة وضع اللمسات الاخيرة على استراتيجيتها الجديدة التي تمتدّ إلى العام 2021، والتي تتضمن برنامجا خاصا بالفئة العمرية ما بين 10 و14 سنة. "الاستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021″، التي أعدتها وزارة التكوين المهني وحصلت "اليوم24″ على تفاصيلها الكاملة، تستهدف كلا من الأطفال المتابعين لمسارهم الدراسي، ونظرائهم المنقطعين، وتخصص لكل منهما مخططا للإقناع بالانتقال إلى التكوين المهني وإتقان إحدى الحرف اليدوية بدل مواصلة الدراسة. الخطاب الملكي لعيد العرش الأخير، قال إن "الإصلاح المنشود لن يستقيم إلا بالتحرر من عقدة أن شهادة الباكالوريا هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للتلميذ وأسرته، وأن من لم يحصل عليها قد ضاع مستقبله"، وأضاف الملك في الخطاب نفسه، أن بعض المواطنين لا يريدون التوجه للتكوين المهني لأنه في نظرهم ينقص من قيمتهم¡ وأنه لا يصلح إلا للمهن الصغيرة¡ بل يعتبرونه ملجأ لمن لم ينجحوا في دراستهم. فعلينا أن نذهب إليهم لتغيير هذه النظرة السلبية، ونوضح لهم بأن الإنسان يمكن أن يرتقي وينجح في حياته دون الحصول على شهادة الباكالوريا". توجيهات تتضمنها الاستراتيجية الحكومية الجديدة، حيث تنص على تلقين التلاميذ من مهارات أولية في الحرف اليدوية منذ المرحلة الابتدائية، وإحداث مسار خاص في المرحلة الاعدادية تنتهي بإمكانية الولوج إلى الشغل. الاستراتيجية تسعى إلى "رصد ميولات ورغبات هذه الفئة في سن مبكرة، لولوج التكوين المهني"، وذلك في إجراء تقول الدراسة إنه وقائي لمنع هذه الفئة من السقوط في الهدر المدرسي، أي نقلهم من المدرسة إلى مؤسسة التكوين المهني بدل اضطرارهم للانقطاع بعد الفشل في التحصيل الدراسي. الاستراتيجية تسعى أيضا إلى المساهمة في إعادة إدماج اليافعين المنقطعين عن الدراسة، الذين لا يتكفل بهم حاليا أي من نظامي التربية الوطنية والتكوين المهني. الاستراتجية تعتمد ثلاث آليات في تحقيق أهدافها، الاولى موجهة لتلاميذ السنوات الاخيرة من التعليم الابتدائي، "وتهدف إلى اكتشاف ميولات هذه الفئة نحو التكوين المهني من خلال عمليات الإعلام والتحسيس لتمكينهم من الاكتشاف التدريجي للمهن ولعالم المقاولة، وذلك عبر أفلام وبرامج وثائقية وتنظيم زيارات للمهنيين إضافة إلى بعض الأعمال البدوية". فيما تتوجّه الآلية الثانية إلى تلاميذ السلك الاعدادي، من خلال إحداث مسار مهني يمتد على السنوات الثلاث، "يرتكز على تكوين مزدوج بين التعليم العام والتكوين المهني. يمكن هذا المسار المزدوج المستفيدين منه بعد مدة ثلاث سنوات من التكوين من إمكانية ولوج السلك الثانوي التأهيلي، أو التكوين المهني أو ولوج سوق الشغل مباشرة بعد تكوين قصير يهيؤهم لمزاولة حرفة ما". أما الآلية الثالثة التي تتضمنها الاستراتيجية الحكومية الجديدة، فتستهدف اليافعين الذين ينقطعون عن الدراسة في سن ما بين 13 و14 سنة، "وتقوم على رصد هؤلاء اليافعين وتوفير الدعم المدرسي والاجتماعي لهم وإعادة تأهيلهم لتمكينهم من إعادة الادماج بنظام التعليم العمومي أو التكوين المهني". وتعتمد الاستراتيجية في تفعيل هذه الآليات، على استعمال مشترك للوسائل المادية والبشرية لكل من التعليم والتكوين المهني، "في إطار شبكات بين المؤسسات التابعة للتربية الوطنية من جهة، والمؤسسات التابعة للهيئات المكونة من جهة أخرى"