تصوير: عبد المجيد رزقو نظم العشرات من المواطنين من مختلف الأعمار والجنسيات، مساء اليوم الأحد، وقفة تضامنية أمام مقر السفارة الفرنسية في الدارالبيضاء، حاملين الشموع والورود تنديدا بالاعتداءات التي عرفتها باريس أول أمس الجمعة. وقف أطفال وشباب ونساء ورجال، دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية في أماكن متفرقة، وأودت بحياة ما لا يقل عن 129 شخصا، من بينهم المهندس المغربي محمد أمين بنمبارك، وجرح 352 آخرين منهم زوجته، ومغربي اخر أصيب في الأحداث الدامية.
وقال صلاح الوديع، المعتقل السياسي السابق، ومؤسس حركة ضمير، في حديث مع "اليوم24″، إن الوقفة التضامنية هي تلقائية من طرف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعمتها حركة ضمير للتعبير عن استنكارها لما وقع في باريس "ليس لأنها باريس، أبدا.. مواقفنا دائماً تعبر عن مواجهة الإرهاب أينما حل وارتحل". ورد الوديع على منتقدي الوقفة التضامنية مع ضحايا اعتداءات باريس بالقول "نحن نتضامن مع كل روح سقطت بسبب الإرهاب، ونحن مستعدون للتضامن مع أي شخص كيفما كانت ديانته راح ضحية هؤلاء المجرمين".
من جهتها، شددت كريمة نادر، صاحبة المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الوقفة هي تضامنية مع الإنسانية ومع ضحايا الإرهاب في العالم بأسره، موضحة "وقع جدل كبير بخصوص تنظيم الوقفة أمام السفارة الفرنسية في الدارالبيضاء، وهنا أريد التأكيد على أن الأحداث مترابطة واختيار السفارة الفرنسية راجع بالأساس للأحداث التي شهدتها باريس.. لا نفرق بين البشر، ووقفاتنا التضامنية لا تكون انتقائية".
ووصف عبد الحي الملاح، رئيس نقابة التشكيليين المغاربة، في حديث مع "اليوم24″ الأحداث التي شهدتها باريس ب"الظلامية"، معتبرا أن منفذي الاعتداءات هم "متطرفون" لا علاقة لهم بالإسلام "هذا ليس إسلام التسامح والتعايش". ووجه، باسم كل التشكيليين المغاربة وباسم كل أعضاء النقابة، التعازي الحارة للشعب الفرنسي، متمنيا الشفاء العاجل لكل الجرحى.
وأكدت الممثلة أمل عيوش، أن حضورها أمام مقر السفارة الفرنسية في الدارالبيضاء، هو تضامن مع الشعبيين الفرنسي واللبناني على حد سواء وجميع الشعوب التي تعيش على وقع "الانفجارات التي يقتل فيها ضحايا كثر، وأناس أبرياء ولا علاقة لهم بلغة الدم". وعرفت الوقفة التضامنية، حضور فوزية العسولي، رئيسة الفيدرالية الديمقراطية لحقوق المرأة، التي خانتها الكلمات في حديث مع "اليوم24″ للتعبير عن أسفها مما وقع في عاصمة الأنوار "ما وقع في باريس، هو قتل للإنسانية جمعاء.. الإرهاب لا يختار الأماكن، ولا يسعني إلا التضامن مع بيروت أيضاً"، موجهة رسالتها إلى الشباب ل"وقف الزحف الدموي"، على حد تعبيرها. وانتهت الوقفة التضامنية التي امتدت لأكثر من ساعة ونصف من الزمن، بدقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا، بحضور عدد كبير من الحقوقيين المغاربة.