ليلة الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، عاشت مدينة صفرو على وقع ضجة كبيرة، خلفها قرار رئيس بلدية عاصمة «حب الملوك» المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، الذي قرر توقيف رواتب أربعة موظفين أشباح يتحدرون من الأقاليم الصحراوية، والذين غادروا مقرات عملهم بالبلدية لمدة تزيد عن 27 سنة. وفي هذا السياق، قال جمال الفيلالي، رئيس بلدية صفرو، الذي خلف الوزير الاستقلالي عبد اللطيف معزوز على رأس البلدية بعد وصول «إخوان بنكيران» بتحالفهم مع الاتحاديين إلى تدبير شؤون البلدية، (قال) في تصريح خص به «اليوم24» إن «الخطوة التي أقدمت عليها، وسبق لحزبنا أن طالب بها من داخل وخارج بلدية صفرو، تصب في اتجاه الإنهاء مع أساليب الريع في الإدارة، وضمان الحضور المستمر للموظف العمومي وانخراطه الفعلي والعملي في أداء واجبه المهني الذي يتقاضى بخصوصه أجرا، ما استوجب تحملنا لمسؤوليتنا في إنهاء هذه الظاهرة بعيدا عن الحسابات السياسية أو غيرها». وكشف رئيس البلدية أن «الأمر يتعلق بسبعة موظفين يتحدرون من أقاليم الصحراء، سبق توظيفهم ببلدية صفرو في فاتح يوليوز 1988، لكن لم تطأ أقدامهم مقرات عملهم بالبلدية منذ توظيفهم، وظلوا يستفيدون من رواتبهم وترقياتهم، إلى أن قرر اثنان منهم الالتحاق بمقرات وجود عائلاتهما، وحصلا نهاية 2003 على قرارات تنقيلهما إلى العيون والداخلة، تبعهما الموظف الثالث نهاية سنة 2014 بالتحاقه بجماعة العركوب بواد الذهب، في حين ظل أربعة موظفين يتلقون رواتبهم بدون التحاقهم بمصالح البلدية التي يعملون بها». وفي تعليقه على الضجة التي أحدثها قراره بمدينة صفرو، وما قد يترتب عنه من تبعات أو رد غير محسوب من وزارة الداخلية أو غيرها، قال جمال الفيلالي إن القرار الذي اتخذه يدخل ضمن صلاحياته كرئيس للبلدية، مشددا على أن الملك محمد السادس سبق له أن دعا إلى إنهاء أساليب الريع، وهو ما أكده في خطابه للذكرى ال40 للمسيرة الخضراء بالعيون»، هذا بالإضافة إلى مذكرة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران رقم 2012/26، الصادرة بتاريخ 15 نونبر 2012، والتي شددت على ضرورة محاربة الموظفين الأشباح». ووجه رئيس بلدية صفرو إشعارا عاجلا إلى عامل إقليمصفرو، (توصلت « اليوم24» بنسخة منه) يخبره فيه أنه قرر توقيف رواتب الموظفين الأربعة المتحدرين من الصحراء بسبب غيابهم المستمر عن عملهم منذ شهر يوليوز 1988، فيما عمم مذكرة في الموضوع على جميع مصالح البلدية يوم الخميس الماضي (ليلة الاحتفال بالذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء)، وهو الشيء الذي لقي، بحسب مصادر «اليوم24»، تجاوبا واسعا من قبل الموظفين وعموم ساكنة المدينة، والذين باركوا قرار توقيف رواتب الموظفين الأشباح، واعتبروها خطوة إيجابية في طريق تثبيت مبادئ تخليق الإدارة العمومية، في انتظار ما سيسفر عنه رد عمالة إقليمصفرو، والتي فضلت حتى الآن التزام الصمت، واعتبرت القرار شأنا إداريا يدخل ضمن صلاحيات رئيس البلدية، يقول مصدر مسؤول بالعمالة.