صنف تقرير دولي حديث المغرب في خانة الدول "الضعيفة جدا" على مستوى إتقان اللغة الإنجليزية، حيث حصل على تنقيط أقل من المعدل ليحتل بذلك المركز 52 من بين 70 دولة التي شملها التصنيف والتي لا تعتبر الإنجليزية لغتها الرسمية. المغرب، حيث تعتبر العربية والأمازيغية اللغتين الرسميتين للبلاد، وحيث تعتبر الفرنسية اللغة الأجنبية الأولى التي يتم تدريسها في المؤسسات التعليمية، سجل في التقرير الصادر عن منظمة "التعليم أولا" "education first" تنقيطا ضعيفا وصل إلى 47.40/100، ليحتل بذلك مركزا متراجعا جعله يحل في الخانة الأخيرة ضمن التصنيف، وهي خانة "الضعيف جدا"، مع العلم أن التصنيف يشمل خمس مستويات وهي "عال جدا"، "عال"، "متوسط"، ثم "ضعيف" و"ضعيف جدا". وإن كان قد حل في المركز 52 على الصعيد العالمي إلا أن المغرب يبدو متقدما مقارنة بالبلدان العربية وبلدان المنطقة المغاربية، حيث حل ثالثا بعد كل من الإمارات العربية المتحدة التي حلت في المركز الأول على الصعيد العربي و43 على الصعيد العالمي بتنقيط 50.87، تليها اليمن التي حلت في المركز الثاني على الصعيد العربي و51 على الصعيد العالمي بتنقيط 47.60، متبوعة بالأردن التي حلت في المركز 53 بتنقيط 47.33. ويشير التقرير إلى كون اللغة الإنجليزية لا تحظ بالأولوية في المغرب، حيث اللغتين الرسميتين هما العربية والأمازيغية، وحيث لا تتجاوز سنوات تدريسها كمعدل 4.4 سنوات، في حين تعتبر الفرنسية اللغة الأجنبية الأولى التي يتم التعامل بها في مختلف المؤسسات بما فيها الحكومية. والمثير في التقرير أن عددا من البلدان العربية حيث تعتبر اللغة الإنجليزية اللغة الأجنبية الأولى التي يتم التعامل بها في مختلف المؤسسات والتي يتم تدريسها لمدة تتراوح بين ست وتسع سنوات كمعدل، تخلفت في التصنيف ولم تنجح في الحصول على تنقيط يبوئها على الأقل مراكز ضمن خانة البلدان ذات المستوى المتوسط، ومن بين تلك البلدان مصر التي حلت في المركز السادس عربيا و55 عالميا بتنقيط 46.73، تليها سلطنة عمان التي حلت في الرتبة السابعة عربيا و58 عالميا بتنقيط 46.34، وقطر التي حلت ثامنة على الصعيد العربي و63 على الصعيد العالمي بتنقيط 43.72. ورغم أن المغرب سجل تقدما طفيفا على مستوى التنقيط بزيادة تصل إلى 4.97 نقطة مقارنة بنتائج التقرير الصادر في السنة الماضية، إلا أنه لا يزال يعد من البلدان حيث لا تحظ لغة شكسبير بمكانة جيدة أو على الأقل متوسطة. التقرير سجل أيضا تقدما واضحا للإناث على الذكور في مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية في معظم الدول التي شملها التصنيف بما فيها المغرب حيث سجلت المغربيات 51.21 نقطة في نفس المؤشر في مقابل 48.17 نقطة سجلها المغاربة من الذكور وهما المعدلان اللذان يعتبران جيدين نسبيا مقارنة بالمعدلات المسجلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث يصل تنقيط الإناث في المنطقة إلى 46.22 في حين لا يتجاوز تنقيط الذكور 43.48. وعلى الصعيد العالمي حلت السويد في المركز الأول ضمن خانة "الجيد جيدا"، بتسجيلها تنقيط 70.94 تليها هولندا في المركز الثاني بتنقيط 70.58، ثم الدانمارك في المركز الثالث بتنقيط 70.05، في حين حلت ليبيا في المركز الأخير ضمن التصنيف بتسجيلها معدل 37.86. يشار إلى أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لحسن الداودي كان قد عبر عن قلقه بخصوص عدم تمكن الطلبة المغاربة من اللغات الأجنبية وذلك حين أكد أن "اللغة هي أخطر مشكل يواجه الطلبة في المغرب"، سواء تعلق الأمر بالفرنسية أو الإنجليزية، كما أنه كشف في نفس السياق خلال تقديمه عرضا يهم الميزانية الفرعية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، بداية الأسبوع الجاري أنه سيتم العمل على أن تصبح الإنجليزية هي اللغة الأجنبية الأولى في المعاهد والمدارس العليا وذلك لتسهيل التحاق خريجيها بالمؤسسات الجامعية الأجنبية التي تعتمد تلك اللغة.