يبدو أن قوة خطاب الملك محمد السادس ليلة أمس، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، دفعت جبهة البوليساريو الانفصالية إلى الإسراع بالرد، إذ انتقدت، اليوم السبت، ما جاء في الخطاب، وقالت إنه تضمن لغة التهديد والوعيد، كرد د فعل مباشر على الكلام القوي والصريح الذي وجهه الملك لسكان المخيمات، بحيث فضح الكثير من ممارسات قادة الجبهة، وكشف أنهم يراكمون الثروات في البنوك الأجنبية على حساب معاناة الصحراويين. الجبهة الانفصالية المدعومة من الحزائر، التي بدت من خلال بيان لها متفاجئة بقوة الخطاب، اعتبرت قيام الملك بزيارة الصحراء "خطوة تصعيدية خطيرة"، خاصة بعد الاستقبال الحافل الذي خصص له، والترقب الواسع لزيارته، والذي امتد لأسابيع، وبعد أن حج عشرات الآلاف من مواطني المنطقة إلى جنبات الطرق التي مر منها الموكب الملكي ابتداء من مطار العيون. وكان الملك محمد السادس قد شن ليلة أمس هجوما قويا وغير مسبوق على الجزائر وعلى الجبهة الانفصالية، معيبا تحويلهما لسكان المخيمات لمتسولين للإعانات. وهاجم الملك بقوة قياديي الجبهة الانفصالية، مؤكدا أنهم راكموا ثروات فاحشة، قبل أن يتساءل: "أين ذهبت ملايير الأورو التي تقدم كمساعدة إنسانية دون احتساب الأموال المخصصة للتسلح؟ كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون أرصدة في أروبا وأمريكا اللاتينية؟". وتساءل الملك كذلك: "كيف تترك الجزائر أربعين ألف شخص في المخيمات دون أن توفر لهم، طيلة أربعين سنة، السكن اللائق وهم لا يتجاوزون عدد سكان حي متوسط في العاصمة الجزائر؟ وكيف تقبل الجزائر التي صرفت الملايير في حربها العسكرية والدبلوماسية بتركهم في هذه الأوضاع اللاإنسانية؟ قبل أن يقول: "إنهم حولوهم إلى غنيمة حرب ورصيد للاتجار غير المشروع". وأضاف أن التاريخ سيحاسب من ترك سكان المخيمات في وضعية مأساوية، "وجعل أبناء الصحراء الأحرار متسولين للإعانات الدولية". ووجه محمد السادس السؤال مباشرة لسكان المخيمات إن كانوا يقبلون بهذا الوضع المهين، قائلا "هل ترضون هذا الوضع"، قبل ان يجيب: "إذا رضيتم فلا تلومن إلا أنفسكم".