عاشت وكالة لبريد المغرب بحي بنسودة ، مساء أول أمس الاثنين، حالة من الفوضى عقب لجوء عدد كبير من زبناء الوكالة إلى اقتحامها و تنفيذ اعتصام بداخلها، احتجاجا كما يقولون، على اختفاء أموالهم المودعة بحساب التوفير "بريد توفير" المفتوح لدى صندوق التوفير الوطني، و التي بلغت بحسب المحتجين حوالي 500 مليون سنتيم. و أوضح المحتجون، و اغلبهم من الأرامل و المتقاعدين و عاملات البيوت و المعامل، في تصريحاتهم ل"اليوم 24″ أن " اكتشافهم لهذه الفضيحة المالية التي مست أموالهم التي جمعوها بعريق جبينهم، جاء عقب لجوء عدد منهم إلى سحب جزء من أموالهم، ليفاجئوا بغياب المئونة في حساباتهم بدفتر " بريد توفير"، مما دفعهم إلى إحضار وصولات تخص إيداع مبالغهم المالية التي اختفت من حساباتهم على النظام المعلوماتي لبريد المغرب". و أمام شيوع الخبر، يضيف المحتجون، تقاطر عدد غفير من المتضررين يوم أول أمس الاثنين، و احضروا معهم وصولات إيداع أموالهم بحساب التوفير، حيث قرروا الاعتصام بداخل وكالة بريد المغرب بحي بنسودة، فيما طلب منهم مسؤولي الوكالة، مهلة أسبوعين لدراسة ملفاتهم و تحديد المبالغ المالية المثبتة بوصولات الإيداع و التي لم تسجل بالنظام المعلوماتي لبريد المغرب. و علمت " اليوم 24″ من مصدر مطلع، أن الموظفين المكلفين بتلقي الإيداعات المالية من قبل زبناء حساب التوفير في دفتر "بريد توفير" المفتوحة بوكالة بريد حي بنسودة الشعبي، اختفيا عن الأنظار عقب تفجر فضيحة اختلاس أموال هده الحسابات، فيما استمعت الشرطة بأمر من النيابة العامة لتصريحات المتضررين، في انتظار نتائج التحقيق المفتوح مع مسؤولي الوكالة البريدية، ووضع الشرطة يدها على الموظفين الهاربين، فيما أوفدت الإدارة العامة لبريد المغرب بأمر من المدير العام بنجلون التويمي، بموازاة مع التحقيقات القضائية، لجنة تفتيش لإجراء تحقيقاتها في شكاوى المتضررين و تحديد المبالغ المالية المختلسة من حساباتهم بحساب "بريد توفير" بوكالة بنسودة بفاس.