عبر الحسين الوردي، وزير الصحة، عن استعداده لإلغاء مسودة مشروع الخدمة الوطنية مقابل صيغة يتم التوافق عليها مع باقي الأطراف، مضيفا أن الخدمة الإجبارية "مجرد أفكار واقتراحات ويلا الطلبة بغاونا نلغيوها يجيو ونتفقو على الإلغاء ديالها". وزير الصحة، خلال استضافته في برنامج "في قفص الاتهام"، الذي بث أمس الجمعة على "ميد راديو"، عرض أسباب نزول مشروع الخدمة الصحية الوطنية، موضحا أن المغرب يعاني نقصا حادا في عدد مهنيي الصحة، إذ يتوفر على 1.51 مهني صحة لكل 1000 نسمة، في حين أن منظمة الصحة العالمية توصي ب2.5، مشيرا إلى أن 45 في المائة من الأطباء يتمركزون في الرباط والدار البيضاء، و27 في المائة فقط في العالم القروي، وكمقترح لحل هذا النقص، يقول الوزير، "قمنا بوضع 3 إجراءات من ضمنها مشروع الخدمة الوطنية". وفي هذا الإطار، نفى الوردي ما يتردد من أخبار حول أن أجرة هؤلاء الأطباء لن تتعدى 2000 درهم، وقال إن من يلتحق بالخدمة كطبيب عام سيتقاضى أجرة طبيب عام، ومن يلتحق كطبيب خاص سيتقاضى أجرة طبيب خاص. كما نفى الوزير كل ما يروج حول حرمان هؤلاء الطلبة من التغطية الصحية والإقصاء من مباراة الإقامة، مجددا التأكيد على أن الأمر يتعلق "بمسودة هي مجرد أفكار قابلة للنقاش والتغير". وشدد الوردي على أنه لن يتم تقديم مسودة المشروع للمصادقة عليها "إلى أن يتم يقع الاتفاق عليها من قبل جميع الأطراف"، وأشار الوزير إلى أنه سيعقد اجتماعا جديدا مع ممثلي الطلبة يوم الاثنين المقبل (2 نونبر). وعن أسباب استثناء طلبة القطاع الخاص من الخدمة الإجبارية، قال الوردي مخاطبا طلبة الطب "هذه أفكار ربما أخطأنا فيها أجيو قولو لينا دخلوهم، وقولو لينا حيدو هادي وزيدو هادي، أو قولو لينا حيدوها كاملة". وأوضح وزير الصحة أن تهديده الطلبة بالسنة البيضاء كان بدافع "الخوف على مستقبلهم"، قائلا: "أنا ما باغي ليهم غير الخير وهادوك وليداتي.. يلا بغاو شي صيغة أخرى نكتبوها واللي بغاو نديروه نديروه، ولكن حنا كنتافقو وهما ما كايلتزموش". ووجه الوردي، في اللقاء، رسالة إلى طلبة الطلبة مفادها أنهم أبناؤه وسيظلون كذلك و"يلا ما عجباتهومش شي حاجة يجيو من غدا نتفقو، وأنا اقترح يكتبو الصيغة اللي بغاو وأنا نسنيها"، وعبر عن رفضه للتدخل الأمني، يوم الخميس 21 أكتوبر، ضد وقفة احتجاجية لطلبة الطب والأطباء المقيمين والداخلين داخل كلية الطب والصيدلة في الرباط. تعليقا على اتهامه بأنه يسير بقطاع الصحة "نحو الهاوية"، قال، في البرنامج الذي ينشطه الزميل رضوان الرمضاني: "إذا كان هذا الاتهام بسبب إغلاق عدد من المصحات المخالفة فإن أبشركم بأن هذه الإجراءات ستستمر". وردا عن سؤال حول إقدامه، منذ توليه منصب وزير الصحة، على فتح حرب على عدة جبهات، آخرها طلبة الطب، قال إن "السياسة تمارس بطريقتين، الأولى هي أن أبقى بعيدا عن جميع الملفات إلى أن تنتهي ولايتي، والثانية هي الإصلاح". وعبر الوردي عن استعداده للتخلي عن منصب وزير الصحة، وقال: "بكل صراحة ومسؤولية يلا كان الحل هو أنني نحط السوارت والله حتى نحطهم"، مضيفا: "أنا أتمنى إمتى غير نرجع أستاذ جامعي أنا ما ربيت الكبدة لا على منصب لا على غيرو". وكشف الوردي أن وزارته تعمل حاليا على تحسين أجرة الأطباء، مشددا: "لا يعقل أن يتقاضى طبيب عام، بعد ثماني سنوات من الدراسة، 8 آلاف درهم". وأضاف الوزير: "الطبيب معرض للأخطار بحكم عمله، وسنحاول من خلال «les primes de risques» تحسين أوضاعهم المادية، لأنه لا يعقل هذا الأجر اللي كيتقاضاوه".